علاء الخطيب

كتب: علاء الخطيب

من سوء طالع العراق أن يعيد التاريخ نفسه على أرضه ، فبالأمس كان (السيد) طالب النقيب رمز الإنتهازية السياسية، الرجل الذي تملكه شعور حب المنصب فأفرغه من حب الوطن، فراح يتقلب في كل الاتجاهات ويصطبغ بكل الألوان فمن نزعته العثمانية كمندوب في مجلس المبعوثان وطائع ٍ ذليل للاتراك الذين منحوه رتبة المتمايز عام 1895م نتيجة لخدماته التي قدمها لهم ، الى حاكم ٍ للاحساء سنة 1901م -1903م ، حتى نزعته الإنكليزية وتقربه منهم طمعا بالحصول على عرش العراق،ومن سني الى شيعي ومن قومي تركي الى قومي عربي ومن ملكي الى جمهوري ومن هروبه من أسطنبول خوفا ً من الاتحاديين بعد فوزهم الى عضوا ً مدافعا ً عنهم في البصرة وبغداد ورافع لواء الطورانية، ومن حزب الاتحاد والترقي عام 1908 إلى حزب الحر المعتدل في العام 1912م وتركيا الفتاة وغيرها .
وبقي النقيب على هذا الحال من الحرباوية واللبلابية العجيبة – نسبة ً الى نبات اللبلاب المتسلق – يحاول التلون والتسلق فهو يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه حينما تكون مصلحته في ذلك الإناء، وغادر الرجل عن دنيانا بجسده وترك لنا تركةً ثقيلة وقميئة ًوكماً كبيراً من الانتهازين والحرباويين، واليوم يعود طالب النقيب ولكن بأسم ٍ آخر هو حسن النقيب عفوا ً (العلوي) فكما كان النقيب يفاخر بنسبه كعلوي ينتسب لآل البيت وهو لايمت لهم بصلة سوى أنه ينحدر من السيد أحمد الرفاعي، كذلك العلوي يفتخر ولايمت لآل البيت بصله إلا بلقبه، ولعل آل البيت بلاؤهم عظيم بهؤلاء المدَّعين. فالعلوي من بعثي وقائد للحملة الدعائية للدكتاتور وصاحب الشعارات الرنانه ، ومنها (إنك القائد الوحيد ولست القائد الأوحد) الى معارض للقائد الأوحد وصاحب الكتاب الشهير( العراق دولة المنظمة السرية) وهو صاحب مقولة أولاد القرى النائية. ويقصد بهموصدام و رفاقه .
ومن رئيس تحرير مجلة الف باء السيئة الصيت والتي سوّد صفحاتها العلوي بـ الافتراء على انتفاضة صفر بالزور والبهتان والتجني على ثوارها ووصفهم بالعمالة الى مدافع عن التشيع في كتابه (الشيعة والدولة القومية) الى ضدهم مرة أخرى في كتابه (عمر والتشيع) ومن علماني الى مدافع عن الوهابية الحركة الراديكالية المستندة الى الدين، ومن معارض لصدام الى باكي و مترحم على الدكتاتورية حينما قال (أن صدام جعل من حبل المشنقة ربطة عنق وأن الذي أُعدم هو صدام السني وليس صدام الدكتاتور) ثم يقول بكل وقاحة عن جملته الآنفة الذكر (قلت ما قاله الأبطال وليس القوادين والجبناء، كلمة قلتها في وقتها) وهو يعني بالقواديين والجبناء من هم في الحكم اليوم الذي جلس معهم وترأس برلمانهم ، والذي يقول عنهم (الحكومة العراقية لا تقرأ، وإنما تستلم بعض التقارير، فمعلوماتها معلومات المخبرين وليست معلومات المطّلعين)،
العلوي الذي ترشح مع التيار الصدري من اجل ان يكون نائباً بالبرلمان وأصبح وئيس السن لبرلمان بائعي المحابس والكبة كما يصفهم العلوي .
بالأمس كان العلوي معارضا ً للاحتلال وللنظام السياسي في العراقي لكنه كان يكيل المديح للمالكي ويقول عنه رجل عروبي وقائد ، لكنه يتحول إلى بائع محابس كما قال عنه في الكويت أما بائع الكبة فيقصد به حيدر العبادي. الذي قال عنه العلوي انه ابن بغداد وابن المدينة الوحيد الذي يحكم بغداد ويضيف ان من حكم بغداد سابقاً ابناء القرى .
أما عن صداقته لصدام. لا اريد ان أتكلم سوى أقول راجعوا كتابه العراق دولة المنظمة السرية . هذا التلون الرهيب الذي يتمتع به العلوي سليل النقيب ووارثه يجعله صاحب بضاعة معروضة للبيع يشتريها من يدفع أكثر وهو من سلالة سلوكية وفكرية رديئة النوع للأسف انتشرت في هذه الأيام في أوساط بائعي الضمير والمبادئ والقيم بل بائعي كل شئ حتى ورقة التوت، حسن العلوي الذي مدح عادل عبد المهدي اليوم سيذمه مغداً فهو يمدح صاحب السلطة ويذم من هو خارجها .
بضاعته لمن يدفع اكثر
علاء الخطيب- كاتب وإعلامي

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *