د. محمد حسين كمر
باحث أكاديمي وفنان موسيقي عراقي

الكل يعلم ان الاعلام الوطني الرسمي متمثلا بشبكة الاعلام وتوابعها من وسائل مقرؤة ومسموعة ومرئية يهدف عملها لمتابعة الأحداث المهمة وتغطية النشاطات الإبداعية التي تعكس صورة الوطن ونهوضه في كافة الميادين وترصد الجوانب المشرقة لما ينجزه المواطن العراقي بمختلف قطاعاته وهو احد السبل لتدعيم العملية التنموية المستدامة والأخذ بها نحو التطور الأفضل. وبما يواكب مستجدات العصر ومتغيراته وان شبكة الاعلام العراقي وفق هذا المنظور تصبح قناة الشعب وانجازاته وحتى دعمها المادي وارتباطها هو يتم من قبل مجلس النواب باعتباره ممثلا للشعب ازاء هذا يكون اي نشاط إبداعي وثقافي يقوم به المواطن العراقي لهو اضافة ونشاط اعلامي ينبغي ان يبرز ويقدم عبر وسائل اعلام الشبكة ومنها قناة العراقية ، لكن ما حدث يوم 7-6-2024 من قبل مديرة قناة العراقية في عمان السيدة هبة السوداني لهو فعل غريب حقا حيث كان هناك نشاط مميز لجلسة علمية في مجال التأليف الموسيقي شارك فيها نخبة من أساطين الموسيقى العراقية أساتذة ونقاد وفنانين. وقد كان مكان انعقاد الجلسة في نفس البناية التي تتواجد بها شبكة الإعلام العراقي في منطقة الصويفية في قاعة مجلس الأعمال العراقي بمدينة عمان الأردنية وتغطية النشاط لا يكلف المصور سوى بضعة خطوات وقد حضرت الأمسية العلمية بعض القنوات العراقية والعربية وأسماء إعلامية مرموقة ولكن استغربنا غياب القناة العراقية وهي الأقرب الينا بعد أن تمت دعوتهم وتم الاتفاق على تغطية الحدث قبل أسبوع من الموعد وتم إرسال الدعوة الخاصة لمديرة المكتب بعد أن طلبت ذلك مني شخصياً أثناء المكالمة الهاتفية بيننا ، لكن ما حصل في اليوم التالي بعد المناقشة واستغرابنا لعدم حضور كادر العراقية اتصلت بالسيدة هبة السوداني لأستفسر عن سر الغياب وان العراقية كانت الاولى بتغطية مثل هكذا نشاطات ثقافية تجري خارج الوطن لكن فوجئت برد المديرة وبطريقة كلامها التي كانت تخلو من اللياقة وبنبرة عصبية منفعلة وما يوحي من كلامها وكأن القناة ملكا خاصا لها وهي من تقرر وفق مزاجها ان تختار هذا الحدث او ذاك ، ويبدو انها تجهل موضوع النشاط وحجم أهميته ومستوى المشاركين فيه وهم ثلة من المبدعين العراقيين الذين قدموا للوطن إنجازات ومساهمات عديدة من بينهم الفنان. د. حسين الأعظمي مطرب المقام المعروف . والدكتور حبيب ظاهر العباس عضو اللجنة الوطنية للموسيقى وعضو المجمع العربي للموسيقى ود. حسين الأنصاري. عميد كلية الفنون في الجامعة العربية لشمال إمريكا وهو ناقد وباحث معروف ود. صبحي الشرقاوي الاستاذ والباحث في الجامعة الأردنية والدكتور هيثم شعوبي وانا د. محمد حسين كمر رئيس مؤسسة المقام العراقي إضافة إلى الفنان القدير والباحث اوالمؤلف الموسيقى العراقي خالد محمد علي صاحب الاطروحة الابداعية والإضافة التجديدية للموسيقى العربية ،

حيث اجتمع هؤلاء النخبة لمناقشتها وتقيمها علميا لتكون اضافة علمية واكاديمية تعزز مكانة الثقافة العراقية عبر موسيقانا الوطنية ، ان الشىء الذي يحز في نفوسنا هو ان يتبوأ بعض مواقع الاعلام من هم لا يفقهون طبيعة الاعلام وأهميته وكيفية العمل فيه حيث جاءت بهم الصدفة او العلاقات التي باتت تتحكم في تسيير أمور الوطن وتضع من لا يناسب في المكان غير المناسب. وبالتالي يكون الخاسر الأكبر هو الوطن والشعب صاحب المصلحة الاساس وهو المفروض من يقرر ويختار من يكون في مواقع ادارة مفاصل الدولة كي لا يستمر الحال على ما هو عليه وتتفاقم الهوة اكثر نحو هاوية الضياع والتراجع والخسارات وتراكم الأزمات
التي تخلق لدى الشعب حالة من اليأس والإحباط ، أضع هذا السلوك غير المهني لمديرة مكتب قناة العراقية في عمان التي لها مواقف مشابه مع أطراف عراقية اخرى امام أنظار المسؤولين في ادارة شبكة الاعلام العراقي والجهات المعنية في الحكومة والبرلمان لكي لا يتم استغلال الموقع للمصالح الذاتية والتحكم المزاجي بقدر ما تكون مصلحة الوطن والحرص على إعلاء شأنه في المقام الاول وان يرقى إعلامنا إلى مصاف المهنية وتظل سمته الروح الوطنية .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *