علاء الخطيب

تفقد الشعوب هويتها عندما لا تحافظ على موروثاتها الثقافية والاجتماعية ، واعني بالموروثات الثقافية ، كل ما يخص الهوية الوطنية بدأً  بالمفردات  اللغوية ومروراً بطرز البناء و صولاً إلى الأكلات الشعبية والأزياء. وغيرها

الداخل للمدن العراقية  سيشاهد تنامي ظاهرة انقراض او تشويه الهوية الوطنية .

فهناك طغيان وانتشار للمندي اليمني ،  وفلافل “الكلحة”  الأردنية، و ” دياي أمي ” الكويتي ، ولبن “المراعي”  السعودي ، واجبان “كاله” الإيرانية  وأكلات وأسماء لمطاعم ومحال تجارية ما انزل بها من سلطان .

في حين غابت مطاعمنا وأكلاتنا وحتى طرز بنائنا .

مثلا حينما يضع الزائر قدمية في مطار النجف لا يشاهد إلا خيمة حديدية او ما يسمى ” بنگله”  وتشوه حضاري ، لا شيء يدلك على المدينة وسمتها الحضارية والدينية ، وليس هناك اي معلم  يشير انك في النجف .

مطار بغداد هو الاخر ، معلم يغيِّب الصفة التاريخية لبغداد التي حكمت العالم  اكثر من خمسة قرون .

التمر العراقي الذي اشتهر سابقا بانه واحد من اجود التمور العالمية،  يختبأ اليوم  خشية ان يراه الناس من سوء التعبئة وقبح المنظر ، رأيته مطروح بأكياس بلاستيكية يعلوها التراب في المحلات.

وكذا حال المتحف البغدادي  ببنائة الكئيب ، وأروقته الحزينة ، مع انه يحمل تراث وعادات وتقاليد مدينة عريقة واسم كبير في عالم المدنية والحضارة .

وكلما تسير  وتقع عينيك على مناظر البؤس للهوية العراقية المهملة ينتابك الغثيان والضجر.

اثار بابل العظيمة ، مدينة  الملك حمواربي العظيم صاحب الشريعة القانونية  الاولى ، هناك أكشاك متهرئة وأكمام من القمامة المتراكمة تحت أشجار السدر  “النبق ” اما الاثار والقصور تراها باكية  لعدم الاعتناء بها .

هذه صور من تشوه الهوية العراقية ، وهناك الكثير. والكثير. منها. لا يسعني ان اذكرها.

ورحم الله المتنبي

من يهن يسهل الهوان عليه  ما لجرحٍ بميت إيلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *