مرتضى كتاب الشمري | محام عراقي

في ظل ازدياد حالات الظهور الإعلامي في الأوساط الإعلامية و إشاعة المعلومات الخاطئة والإدلاء بأسرار قد تفتك بنسيج المجتمع و تزعزع ثقة المتلقي ،بما تلقاه من الضيف و هو يطل علينا ليدلي بقصص و اسرار إنشاءها من وحي خياله لكسب التعاطف و التفاعل معه و طلبه للشهرة.

كل ذلك قد يفقد الثقة بمن هم أمناء على أسراره التي اؤتمن عليها تحت قواعد ( السلوك المهني ) لكل مهنة .
‎فقديماً قالوا: إن أمناء الأسرار أقل وجوداً من أمناء الاموال
‎وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار؛ لأن أحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال، وأحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق

فتارة يخرج لنا عنصر مهم في وزارة الداخلية او الدفاع وهو يصرح بمعلومات أمنية لا يمكن لنا نحن كـ متلقين الاطلاع عليها ،و تارة يطل علينا طبيب ليدلي لنا بمعلومات طبية خاطئة قد تعرض المتلقي إلى مشاكل صحية ، و تارةً يخرج لنا محامي يتحدث عن معلومات خاطئة و أسرار و فضائح لا يمكن سماعها من قبل العوائل لما فيها من احراج و انتهاك لخصوصية الموكل و إفشاء أسراره ، كل ذلك يقع على عاتق المؤسسات الإعلامية و القنوات والنقابات والجهات المسؤولة عن هولاء الأشخاص الذين يخرجون لنا دون حسيب او رقيب و اختيارهم بشكل عشوائي لمجرد الظهور . لان الإعلام يعتبر وسيلة لنشر العلم والمعرفة و تهذيب القيم والسلوكيات و تاثير الإعلام له مساوئ لا يحمد عقباه لما تذيعه من معلومات خاطئة التي يمكن ان تشوه معرفه الشخص بموضوع معين . فالإعلام يلعب دوراً هاماً في عملية التنشئة و بناء المجتمع . فنحن نحتاج إلى ظهور إعلامي يحمي عقولنا و قيمنا ويساعد في حفظ النسيج الاجتماعي وتعزيز الثقافات ، فبعض المؤسسات الإعلامية قد تعمل على سلخ الأفراد من بيئاتهم و أبعادهم عن موروثاتهم الحسنة وترسيخ الثقافات السلبيه لديهم.
فكل ذلك يتطلب من المؤسسات الإعلامية والأشخاص الحصول على اذن مسبق من الجهة التي يمثلها قبل الظهور الإعلامي و وضع حداً للفوضى الإعلامية . و ختاماً
( لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب ولا ظهير كالمشاورة) الامام علي عليه السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *