كتب رياض الفرطوسي
مرت علينا قبل ايام الذكرى الـ16 لشهادة المفكر‘
والمجاهد الاسلامي عز الدين سليم ( ابو ياسين ).
(17 / 05 / 2004).
رائد مشروع الدولة الانسانية بعد سقوط النظام‘
وهو اخر رئيس لمجلس الحكم الانتقالي.
تزعم حزب الدعوة_ فرع العراق.
كان الشهيد ( ابو ياسين ) يعيش في نزل كبير‘
من عدة طوابق ( شارع ولي عصر في طهران قرب المسرح الوطني).
خصص الطابق الارضي منه لمن انقطعت بهم السبل في ايران‘
بغض النظر عن انتمائهم الفكري او العقائدي او الثقافي‘
يساريون ‘ وليبراليون ‘ واسلاميون ‘ وعوائل.
هويات مختلفة ومتعددة ونقاشات مفتوحة وعفوية.
كان يشترك فيها ابو ياسين مع ضيوفه‘
بعقل معزز بالفكر السياسي والثقافي المعتدل والمتوازن.
محصن بالعقيدة والوطنية الشجاعة.
حيث كانت لديه تصورات فكرية ناضجة تتعلق بالعمل السياسي المعارض.
كان يركز على بناء جبهة الذات ( الجبهة الداخلية )‘
لأنه يعتبرها الرصيد الحقيقي في نجاح اي عمل اجتماعي او سياسي.
احتفظ بعلاقات متوازنة مع جميع القوى السياسية الفاعلة في الساحة‘
لكنه كان اكثر قربا في تواصله وفكره مع ( شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ).
يعتبر من العناصر الوطنية التي رفضت الخضوع والاحتواء.
دخلت عليه مرة في دمشق وكنت اناقشه حول بعض الافكار السياسية‘
قال لي اصعب شي في واقعنا ان تواجه الاخرون بالحقائق وبالوضوح وبالصراحة‘
لأنك تتعرض للانتقاد والرفض لكن مع ذلك عليك ان تتمسك بأرائك وافكارك.
حيث بقى لأخر ايامه مدافعا عن مبادئه وافكاره وقناعاته ونهجه الوطني.
وفي اخر مقابلة له مع ( الحاكم المدني بول بريمر )‘
كانت النقاشات بينهما حادة‘
قال له بريمر بلغة قاطعة هذه اخر مرة التقيك فيها‘
حيث تم بعدها استهدافه ( بصاروخ موجه ) اثناء دخوله احدى‘
بوابات المنطقة الخضراء وقيل انها سيارة مفخخة.