ارتكزت مواقف المرجعية الدينية العليا من القضية الفلسطينية على دعم الشعب الفلسطيني صاحب الحق في استعادة حقوقه المشروعة، ورفض انتهاكات الاحتلال بحق هذا الشعب، واستنهاض أبناء الأمّة العربية والإسلامية لرصّ الصفوف وتوحيد الكلمة، والعمل الجادّ في سبيل تحرير الأرض المغتصبة
لا جديد في سياسة وسلوك الكيان “الهمجي” الغاصب في فرض سياسة التوحّش وصناعة الموت في العالم دون الاكتراث لمواثيق الأمم المتّحدة، والقضايا الإنسانية، وطالما سجّلت المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف مواقف رافضة للانتهاكات والاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال بحقّ شعوب المنطقة.
مواقف المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظلّه) كانت دائماً في صفّ الشعب الفلسطيني وحقّه في حماية أراضيه، ودعواته المتكرّرة للمجتمع الدوليّ إلى التحرّك لوقف التمادي الصهيوني المتواصل ضدّ دول المنطقة.
🔸رفض التعامل بالمنتوجات الإسرائيلية
حرّم السيد السيستاني بيع العقارات في العراق لليهود الصهاينة، ففي ۲٠/ ربيع الآخر/ ۱٤۲٤هـ، ورد استفتاء لمكتب سماحته حول شراء اليهود الصهاينة بعض العقارات في العراق، فإن بعض اليهود الصهاينة قد دخلوا العراق بعد الاحتلال وكانوا يسعون في عمليّةٍ منظّمة إلى شراء الفنادق والمراكز التجارية والدور وقطع الأراضي في بغداد والمحافظات ويبذلون بإزائها أسعاراً خيالية، فأجاب المرجع الأعلى إزاء هذه المسألة بما نصّه “لا يجوز البيع والثمن سحت والله العالم”.
سأل بعض المؤمنين السيد السيستاني: هل يجوز البيع والشراء من محلّات تخصّص بعضاً من أرباحها لدعم إسرائيل؟ فأجاب: لا ترخيص في التعامل بالمنتوجات الإسرائيليّة ومنتوجات الشركات التي يثبت بصورةٍ مؤكّدة أنّها تدعم إسرائيل دعماً مؤثّراً.
🔸مواقف المرجعية من القضية الفلسطينية
في يوم ٣/ نيسان/ 2002 أصدر مكتب السيد السيستاني بياناً حول مجزرة مخيّم جنين، جاء فيه: “إن الوضع المأساويّ الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطينيّ المظلوم، يقتضي ألّا يهنأ المسلمون في مطعم أو مشرب إلى أن يكفّوا عن إخوانهم وأخواتهم أيدي الظالمين المعتدين”.
وفي يوم 22/ آذار/ 2004 أصدر مكتب سماحته بياناً حول اغتيال مؤسّس حركة حماس الفلسطينية الشيخ أحمد ياسين في مسجد المجمع الإسلامي، ذكر فيه “إننا إذ نعزّي إخوتنا وأخواتنا في فلسطين العزيزة وسائر المسلمين بهذا الخطب الفادح والمصاب الجلل، نستنهض أبناء الأمّة العربية والإسلامية لرصّ الصفوف وتوحيد الكلمة، والعمل الجادّ في سبيل تحرير الأرض المغتصبة واستعادة الحقوق المسلوبة”.
في يوم 19/ نيسان/ 2006 أصدر مكتب المرجع الأعلى إجابةً على رسالة وزير شؤون اللاجئين في السلطة الوطنية الفلسطينية الدكتور عاطف إبراهيم عدوان، حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيّين في العراق التي تأثرت بالاحتلال الأمريكي عام 2003، جاء فيها “نحيطكم علماً بأنّه سبق لسماحته -دام ظلّه- أن أكّد مراراً وتكراراً على لزوم رعاية حقوق إخوتنا اللاجئين الفلسطينيّين وعدم التعرّض لهم بالأذى، وقد أجرى مكتب سماحته اتصالاتٍ بالجهات الرسمية ذات العلاقة لحثّهم على توفير الحماية لهم ومنع الاعتداء عليهم، وسنواصل العمل في هذا الاتّجاه إن شاء الله تعالى”.
وفي عام 2008 أصدر مكتبه بياناً حول العدوان على غزّة جاء فيه “إن تعابير الإدانة والاستنكار لما يجري على إخواننا الفلسطينيّين في غزّة والتضامن معهم بالألفاظ والكلمات، لا تعني شيئاً أمام حجم المأساة المروّعة التي يتعرّضون لها”.
وأضاف البيان “أن الأمّتين العربيّة والإسلاميّة مطالبتان أزيد من أي وقتٍ مضى باتّخاذ مواقف عمليّة في سبيل وقف هذا العدوان المتواصل، وكسر الحصار الظالم المفروض على هذا الشعب الأبيّ”.
🔸دعوة للوقوف بوجه تمادي الاحتلال
وفي يوم 6/ آذار/ 2021 تحدّث سماحته مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان بالنظر إلى القضية الفلسطينية، وذكر سماحته ما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الدينيّ والفكري وكبت الحرّيات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوصاً ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصاديّ وعمليات تهجيرٍ وغيرها، ولا سيّما الشعب الفلسطينيّ في الأراضي المحتلّة. سنا نيوز, [Oct 11, 2024 at 21:52]
في يوم 31/ 1/ 2021 أصدر مكتب المرجعية العُليا بياناً حول احتلال مزيدٍ من الأراضي الفلسطينية المغتصبة، جاء فيه “إننا ندعو العالم -مرةً أخرى- للوقوف في وجه هذا التوحّش الفظيع، ومنع تمادي قوّات الاحتلال عن تنفيذ مخطّطاتها لإلحاق مزيدٍ من الأذى بالشعب الفلسطينيّ المظلوم، كما ندعو الشعوب الإسلامية -خاصّة- إلى التكاتف والتلاحم للضغط باتّجاه وقف حرب الإبادة في غزّة العزيزة وتقديم مزيدٍ من العون إلى أهلها الكرام”.
وفي يوم 12/ 5/ 2021 أصدر مكتبه بياناً حول المواجهات التي جرت في فلسطين المحتلّة، جاء فيه “تؤكّد المرجعية الدينية -مرّةً أخرى- مساندتها القاطعة للشعب الفلسطينيّ الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلّين، الذين يسعون إلى قضم المزيد من أراضيه وتهجيره من أجزاءٍ أخرى من القدس الشريف، وتدعو الشعوب الحرّة إلى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة”.
وفي يوم 11/ 10/ 2023 صدر بيانٌ عن سماحته جاء فيه “إنّ إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم -المستمرّة منذ سبعة عقود- بنيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة، هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فستستمرّ مقاومة المعتدّين وتبقى دوّامة العنف تحصد مزيداً من الأرواح البريئة”.
🔸موقف المرجعية من الاعتداء على لبنان
وفي يوم 23/ 9/ 2024 أصدر مكتب المرجعية بياناً حول العدوان الإسرائيليّ المستمرّ على لبنان، جاء فيه “تعبّر المرجعية الدينية العُليا عن تضامنها مع أعزّتها اللبنانيّين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعةً أكفّ الضراعة إلى الله العليّ القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شرّ الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الأبرار بالرحمة والرضوان ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، وإذ تطالب ببذل كلّ جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجيّ المستمرّ وحماية الشعب اللبنانيّ من آثاره المدمّرة، تدعو المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية”.
في يوم 28/ 9/ 2024 أصدر المكتب بياناً حول استشهاد العلاّمة حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله، جاء فيه “تلقّينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد العلّامة حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله، وكوكبة من إخوانه في المقاومة اللبنانيّة الشريفة وعشرات المدنيّين الأبرياء، في المجزرة المفجعة التي اقترفها جيش العدوّ الإسرائيلي في ضاحية بيروت العزيزة”.
وأضاف البيان “لقد كان الشهيد الكبير أنموذجاً قيادياً قلّ نظيره في العقود الأخيرة، وقد قام بدور مميّز في الانتصار على الاحتلال الإسرائيليّ بتحرير الأراضي اللبنانية، وساند العراقيّين بكلّ ما تيسّر له في تحرير بلادهم من الإرهابيّين الدواعش، كما اتّخذ مواقف عظيمة في نصرة الشعب الفلسطينيّ المظلوم حتّى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك”
المصدر: شبكة الكفيل