كتب : علاء الخطيب
هوس التنبؤ في الانتخابات الامريكية لم يقف عند حدود خسارة و فوز بايدن او ترامب، بل تعداه الى كشف طالع مستقبل الولايات المتحدة ، وهل سيدخل بايدن البيت الابيضأم لا… وهل سيُغتال ام سيكمل دورته الانتخابية ، وهل سيكون ترامب الرئيس الاخيرلامريكا وتنتهي الامبراطورية الامريكية برئيسها الـ 45 .
تكهنات وهرطقات كثيرة اثيرت منذ الثالث من نوفمبر الماضي الى يوم التنصيب .
من بيرو حتى الكويت مروراً بلبنان كان العرَّافون والمنجمون يشغلون شاشاتالتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي بتوقعاتهم، وهم يقولون كلاماً حمَّال اوجه ، ففي دولة البيرو كانت الافاعي التي حملها العرافون ووضعوها على صور بايدن و ترامب تُنبأهم بالمرشح الفائز فقد قالت انا ماريا سيميون استاذة العرافين ان بايدن سيفوز لكن كبير العرافين بابلو توريس الذي حمل الثعبان بيده ورش مادة على وجه ترامب كذبها وقال : ان الرجل الفاضل سيفوز ويقصد ترامب . ودارت معارك المعارضة والموالات بين الطرفين ، وربما صدق بابلو ان الرئيس ترامب فاز بانقسام المجتمع الامريكيوالاساءة لسمعة الولايات الامريكية .
اما العراف اللبناني الشهير ميشيل حايك فقد قال كلاماً مبهماً ” ترامب سيخسر ويربحبنفس الوقت ، وقد ينطبق على قول حايك الاغنية العراقية الشهيرة ” نوبه شمالي الهوىو نوبه الهوى جنوبي ، و يندار ويه الهوى گلبك يامحبوبي” .
لكن التوقعات الاكثر غرابة هي للسيدة
الكويتية عائشة الرشيد التي تنبأت بعدم دخول بايدن للبيت الابيض ، كما تنبأتبانهيار الولايات المتحدة. وستجري الدماء في الشوارع الامريكية.وتنهار امريكا العظمى، افلام الخيال العلمي كانت شغاله على الاخر.
لقد دخل بايدن الرئيس الـ 46 البيت الابيض ووقع قرارته وها هو يكمل فريقه الرئاسي،وسط زرقة السماء وعلى انغام الموسيقى تحيط به عائلته و تتأبط ذراعه السيدة الاولىجيل بايدن.
وذهبت تنبؤات العرافين ادراج الرياح ،
والحقيقة التي لا مناص منها هي ان هؤلاء العرافون يمتهنون مهنة ًخطيرة ، هي ايهام الناس وتخدير العقول المحبطة ، اما لغرض المال او لمهمات سرية لا يعلمها الا اللهوالراسخون في العاب المخابرات,
لطلما استُخدِم المشعوذون والدجالون لتضليل الرأي العام ، مرة ً بالمقدس واخرىبالتنجيم والفلك. حتى اصبحت الشعوذة مهنة رائجة ومربحة للاعلام والفضائيات ،وللاسف ضحايا هذه المهنة هم المحبطون والمساكين وفي كل الاحيان الاشرار.
اسدل الستار على الانتخابات الامريكية ورحل ترامب ولم تقع الحرب في منطقتنا ،وترك الحقيبة النووية وراح الى منتجعه في فلوريدا ، و شغل الساكن الجديد البيتالابيض ، فلا دماء ولا اغتيالات ولا حروب وكذب المنجمون ولم يصدقوا.