علاء الخطيب

السيادة والقواعد الأمريكية وزيارة ترامب
علاء الخطيب
يتكرر مصطلح السيادة الوطنية كلما قام مسؤول أمريكي بزيارة مفاجئة لقوات بلاده في العراق , ورغم ان ترامب ليس الرئيس الأول الذي زار العراق دون علم او بشكل سري ، فقد سبقه جورج بوش الابن في العام 2003 وفي 2007 زار قاعدة عين الأسد وفي عام 2008 زار القوات الأمريكية ثم التقى السيد المالكي الزيارة التي وقعت فيها حادثة الحذاء ، وكذلك اوباما واحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي. واليوم ترامب .
اعتقد النقطة الأكثر أهمية من هذه الزيارات واختراق السيادة هي توصيف تواجد القواعد و القوات الأمريكية في العراق وليس الزيارة ولقاء عادل عبد المهدي ؟
هل هي قواعد عسكرية مؤجرة للولايات المتحدة كما يحصل في جيبوتي وتركمنستان وطاجيكستان ووو مثلاً أو على غرار القواعد في الدول الأخرى فلامريكا 750 قاعدة عسكرية في عموم العالم في 59 بلد .
أم هي قواعد ضمن اتفاق او تحالف دفاعي مشترك كما هو الحال في ألمانيا قاعدة امرشيل او تركيا. قاعدة انجرليك كونهما عضوان في حلف الناتو ، أو حماية كما هو الحال في الكويت وقطر والبحرين ، أم انها قواعد احتلال مجبر العراق على تواجدها ، هذا الأمر لم يطرح بشفافية ولم يتعرف عليه العراقيون .
الأمر الآخر لماذا ينفي او يخفي المسؤولون العراقيون حقيقة تواجد القوات الأمريكية ، فهم مرةً ينفون وجودها وأخرى لا يعلنون عن العدد الحقيقي للجنود. فالارقام شبه الرسمية تشير بين 2500 – 100000 جندي والبعض يزيدها او ينقصها لغاية في نفس الجهة . وهذا الكلام الرسمي لبعض المسؤولين.
وكذلك التوصيف الحقيقي لعملها ، البعض يصفها بالمستشارين العسكريين وآخرين يقولون انها قوات قتالية ، مع العلم ان ما عرض في الإعلام من صور لا يدلل على ان المتواجدين مستشارين عسكريين لان أعمارهم لا تتناسب مع المهمة التي يقولها عنهم المسؤولون العراقيون .
وهناك امر مهم يعلنه المسؤولون و الإعلام الأمريكي ويتجنب ذكره العراقيون ، وهو إنشاء قواعد في اقليم كردستان اذا ما رفضت الحكومة العراقية إنشاء قواعد ضمن الأراضي التي تسيطر عليها القوات النظامية العراقية فهل هذا صحيح وهل يقع ضمن بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعها المالكي أم لا .
أو كما يقول الباحث العراقي الكردي عثمان علي في كتابه مستقبل العلاقات الأمريكية الكردية الصادر في 2009, ويتسائل هل تصبح كردستان مستعمرة أمريكية ؟
ويتحدث عن القواعد الأمريكية في دول العالم ومن ضمنها منطقة كردستان .
والحال هو ذاته في المنطقة الغربية اذ أعُلن قبيل زيارة الرئيس ترامب عن إنشاء قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في الأنبار
ولم تصرح الحكومة العراقية لا سلباً ولا إيجاباً على الأمر وكأن كردستان والمنطقة الغربية خارج العراق .
هنا لابد من أتوقف عند نقطة مهمة وتساؤل في غاية الأهمية أيضاً وهي لماذا لم تفكر امريكا ان تنشأ قواعد عسكرية في الجنوب العراقي ؟؟؟
واعتقد ان الجواب واضح جداً
وهي عدم الثقة بالواقع الشيعي المحسوب على إيران .
وللأسف العراق يدفع ثمن الصراع الأمريكي الإيراني .
ثمة من يتحدث عن السيادة فعليه ان ينظر للمشهد بعين واحدة وبحيادية تامة .
هناك مسؤولون اتراك وإيرانيون يدخلون للعراق دون علم الحكومة او هي اخر من يعلم ولم يتحدث او يذكرهم احد .
فمن يتباكى على السيادة عليه قبل ذلك ان يضع حداً للفساد والمحاصصة لانه رأس كل خطيئة
ومن يتباكى على السيادة عليه ان يطالب المسؤولين ببيان واضح وصريح يعبر عن رأي الحكومة في الزيارة والقواعد والقوات الأمريكية .

فالجميع انشغل بالسيادة والاجتماع برئيس الوزراء والزيارة دون ان يسأل عن رأي الدولة العراقية الرسمي من الزيارة
فبيان رئاسة الوزراء تحدث عن تعذر اللقاء بين ترامب وعبد المهدي
ولم يتحدث عن القواعد الأمريكية وهل يحق للرئيس ان يزور قواته دون إذن الدولة المضيفة أم لا .
وسيبقى الجدل محتدماً ما دام الموقف الرسمي يكتنفه الضبابية.
علاء الخطيب

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *