الفرق بين الأنسان و البشر
كتب: الدكتور حيدر الحسيني
قال الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ
اما الآية التي تخص البشر قال الله تعالى:
إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ
الفرق بين الأنسان و البشر في هذه الآيتين تكون في الفعل
الله سبحانه و تعالى تحدث عن الأنسان بفعل ماضي و عن البشر بفعل مضارع (حالي)
الأنسان في كل الآيات مذموم و البشر ممدوح و السبب يرجع الى أن الأنسان قد يكون مخلوق كان في الأرض يتكاثر و لا يملك العقل كما يملكه البشر لذا، في عصرنا الحالي، نجد من أكتشف هيكل عظمي للأنسان الاولي يرجع لأكثر من مليونين عاما بينما جميع الأديان تتفق أن آدم كان ما قبل ١٠-١٥ الف عام بما يؤكد أن للأنسان كان وجود ما قبل آدم.
و من هذا المنطلق قالت الملائكة لله عز و جل:
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
الملائكة هنا كانت تتحدث عن ما يفعله الأنسان و ليس علمهم بالغيب
يوجد اعتقاد أن “البشر” هو ترقيه على الأنسان المخلوق
ربما يولد المرء انسان و يرحل عن الدنيا انسان و ربما يولد انسان و يرحل بشر لكونه ارتقى الى المراتب العلى
و لذا، عندما قال الله سبحانه و تعالى:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ
هو فعل مستقبلي تنطبق اولا على محمد و آل محمد و من ثم كل من ارتقى لمرحلة البشر تقع لهم الملائكة ساجدين