عبد الحميد الصائح

ينطلق غداً برنامجنا عصر النهضة العراقي قناة على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي كافة لضمان استقلالية تامة ، فكرة عصر النهضة تتمثل بأن في العراق وشعبه طاقات كامنة كبيرة من العلوم والفنون وخبرات الادارة الصحيحة ، لكنها معطلة بسبب الاحتقان السياسي وايضا المؤامرات الناعمة التي تريد أنْ تضع الشعب العراقي في صورة نمطية مبسطة متداعية سوداء بانه شعب متخلف، مستوى الأمية فيه يصل الى درجات حرجة ، شعب فقير رغم ثروات بلده الهائلة، شعب يستحق العطف والشفقة ، ينتظر مستسفى من الامارات وملعب كرة من ابن سلمان وبضائع من تركيا وايران، لايصنع ولايزرع، يقدم الشهداء في كل موقعة ولا يحظى باحترام قادته . هذه الصورة البائسة تريد اطراف من دول صغيرة وكبيرة ان تفرضها على العراقيين وان تسوقها الى العالم ، في وقت أن شعب العراق نفسه يشكل حتى اليوم مستوى رفيعاً من التقدم والفاعلية في كل دول العالم ، لاتوجد جامعة في العالم لايوجد فيها خبراء واساتذة عراقيون ، لايوجد متحف في العالم لايحوي لوحات لفنانيين عراقيين ، وكالة ناسا الفضائية تضم علماء عراقيين مسؤولين عن رحلات الفضاء والاكتشافات العملاقة لهذه المؤسسة ، روائيون وشعراء تترجم اعمالهم لكل لغات العالم ويحصدون جوائز عظيمة ، فن العمارة الذي جعل من زها حديد استاذة لخبراء يابانيين واميركان وروس والمان ، رئيس القبة الملكية البريطانية من سوق الشيوخ ومبتكر علمليات القلب باريموت كونترول من الموصل ومبتكر قسطرة القلب من النجف ، خبراء في النفط والادارة والدبلوماسية والتربة والطاقة يعلّمون العالم الان في هذه اللحظة ماهية التقدم وشروطه. هل هذا شعب امي ؟!!! لكن اين المشكلة ؟ المشكلة في ان هناك هوة سحيقة بين الجيل المختطف من المظلمين وفرق التجهيل التي تريد شبابا عاطلا عاجزا مفلسا كي يستدمونه كيفما شاءوا ، وجيل المستوى الرفيع المتفوق . وترويج العداء بين الداخل والخارج، وكأنّ المتخلفين الذين قدموا من الخارج يمثلون جمهرة العلماء الذين يعيشون هناك . أيضا هناك جموع المحتجين والمتظاهرين الشباب الذين يدفعون دماءهم سعيا لحياة كريمة ، هل هؤلاء خانعون ؟!!! عصر النهضة الذي يذكرنا بمحنة الشعوب الاوربية خلال القرون الوسطى والتحولات الشجاعة التي حدثت هناك تنطبق نفس المواصفات عليه اليوم .. الناس تريد وطن والوطن لايبنى الا بالكفاءات الكبرى وواجبنا كسر تلك الهوة السحيقة بين جيل جديد يريد الحياة والاصلاح وبين اخوتهم من العلماء الذين سيكونون عماد ذلك الاصلاح ، عصر النهضة العراقي باشاعته للمعرفة عبر مؤسسات صحفية وبحثية ونشر واعلام سيكون خياراً حتميا للمستقبل، ربما لاينتظرنتائجه احد خلال يوم أو يومين لكنه هدف استراتيجي للبلاد التي تحطمت قدراتها بفعل الفساد وصعود عديمي الخبرة الى مراكز القرار في المؤسسات الحكومية .
في برنامجنا سنتناول كل شيء، السياسة والثقافة والادب والعلوم والحوارات ولكن بطريقة انتقائية المعيار الوحيد هو المستقبل ، علماء المستقبل سياسيو المستقبل ادباء المستقبل انسان المستقبل ، وكل مايمت الى الحياة الجديدة من جهود ونوايا ومقترحات ، عصر النهضة العراقي ، مستقبلك كما تراه .

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *