تحقيق : رضا الفحام

تصوير نور القيصر

برعاية وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور احمد فكاك البدراني وبدعم مباشر من مدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور جبار جودي

اختتمت فعاليات مهرجان الطف المسرحي الحسيني الدولي الرابع دورة الراحل  الفنان           ( كاظمالخطيب )  2024 الذي اقامته نقابة الفنانين العراقيين فرع النجف

بدأ المهرجان بتلاوة آي من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة وقوفاً الى ارواح الشهداء ثم عرضربورتاج يحكي تاريخ الراحل الخطيب من ولادته وحتى رحيله إلى مثواه الأخير ، متناولاً انجازاته فيالمسرح والشعر وكل ما قدمه من ابداع ثم جاءت كلمة الوزير الذي القاها نيابة عنه راعي الابداع الدكتورجبار جودي مدير عام  دائرة السينما والمسرح نقيب الفانين العراقيين والتي جاء فيها :

اعمال فنية متميزة تركت حضورها الواضح بين الجمهور

( مهرجان الطف المسرحي الذي يستمد عزيمته واصرار ديمومته من قضية الامام الحسين (ع) التيستبقى ما بقى الزمان جرحاً غائراً في قلب كل المحبين المخلصين في مشارق الارض ومغاربها ويأتياصرار فرعنا في محافظة النجف الاشرف على اقامة هذه التظاهرة الفنية ليجسيد عن طريقها انصار الفنالمسرحي خلود الثورة لذلك قامت وزارة الثقافة والسياحة والاثار / دائرة السينما والمسرح بتقديمالدعم المالي الكامل لانجاح هذه التظاهرة الفنية المرتبطة بوجدان الناس والجمهور .

ثم ألقى محافظ النجف كلمة ً   رحب من خلالها بالحاضرين ليعتلي المنصة الفنان ناظم زاهي نقيبفناني النجف مرحباً بالوفود المشاركة والاعمال المسرحية البالغة سبعة اعمال من محافظات عدة شاكراًالدكتور جبار جودي لدعمه اللامحدود لتبدأ العروض بأوبريت               ( الحسين سر الحياة ) من النجفاخراج الشاب أمير أحسان.

وعلى هامش المهرجان توجهت صوب الدكتور عقيل مهدي لأساله :

وفقا لما شهدتم من عروض لهذا المهرجان كونكم رئيس لجنة الحكم .. هل يمكن لهذا المهرجان منشعار وعنوان يتجاوز تقليد ما تقدم ؟

أشكر نقابة الفنانين في النجف الاشرف على دعوتهم الكريمة لأكون مع زملائي الاساتذة من المبدعينالمسرحيين في ( لجنة الحكم )

أما عن سؤالك الخاص بهذا المهرجان فاني أرى ان التحضيرات من قبل مجلس النقابة المركزي قامتعلى تكريس القيم الرفيعة والبطولية لواقعة الطف للأمام الحسين ع وال بيته الكرام واصحابه المنتجبين واقدّم ( المهرجان ) في دوراته السابقة كما تقتضيه ( واقعة الطف ) من اعتماد مأثر ابداعية في المسرحالحسيني من خلال كتابة نص درامي واخراج وبحوث ونقد يأخذ بنظر الاعتبار في دورته الرابعة من تجاربالسابقة ما يغني هذه الدورة المسرحية اذ جرى ( التخطيط ) بدقة لما يخص (لجان) اختيار العروض منقبل كادر مسرحي ( أكاديمي ) و(ابداعي) متمرس ثم جاء دور ( لجنة التحكيم ) لكي ترسي دعائم مساندة بعد ( تقييمنا ) الموضوعي لما شهدناه من عروض مسرحية وتبنينا الحكم النقدي السليم بكل عضومقيما مايخص ( تفضيلاته) لعناصر العرض ووضع ( درجة ) تقيميه عليا ( للفائزين ) وينبغي علينا اعتمادالتقليد الخلاق لتجربة ( المسرح الحسيني ) في ( بؤرة ) مقدسة تخص الموقف  ( البطولي ) لسيد الشهداء الحسين ع  ومحاولة ( الالتزام ) باهداف هذا ( المهرجان ) المميز لكي نسيرعلى الخطى الابداعية لزملائنا المسرحيين ونحرص على ( الافادة ) من التجارب السابقة ونوصي بتجاوز مايقع في ( هوامش) بعض العروض التي لم تقارب ( واقعة الطف) بما يستحقه من اجلال وتعظيم ودرسانساني للضمير العالمي بالوقوف ضد الاستبداد والطغيان

ودعته لأوجه سؤالي الى الكاتب المسرحي والمخرج دخيل العكايشي :

ماذا خطط للمهرجان كي يوظف مجمل طاقات الشباب المشارك فيه ؟

امنية في النفس ان تندرج طاقات الشباب الواعدة ضمن برنامج فعال قبل وبعد العروض المقدمة فيهلرسم استراتيجية مدروسة بكل جوانبها لصقل مواهب وطاقات الشباب المشارك واعادة تشكيل المادةالمشاركة في النوع والفكر لما تقدم من تلك العروض ليس لان المهرجان يعيد انتاج نفسه فقط وانمايستطيع ترميم ثغراته واعادت البناء وفق قواعد جادة وجديدة وتوظيف الطاقات الواعدة لمستقبلالمسرح المبدع

هنا التقيت الفنان فائز النصراوي قلت :

المقصود في محور الطف بحث المهرجان هل هو مسرحه الواقعة ام المسرح الواقعي ؟

اجيب سؤالك بسؤال !!!

هل هناك خامة درامية او نصاً مسرحياً في العالم ليس حسيني ؟ طالما المحور هو صراع بين الخيروالشر اذاً هو حسيني وان غابت الطقسية لذا وباختصار شديد ليس هناك مسرح حسيني خالص فخشبةالمسرح ارضية محايدة لجميع القضايا في العالم ومتفننة تخضع لشروط وعناصر المسرح المعروفة اماما تقدم باسم القضية الحسينية في مسارحنا هو وسيلة لأقناع الضمير لإقامة هكذا نشاط

ودعته لالتقي الفنان بشار طعمة واطرح عليه :

هل يعطيك وصف هذا المهرجان انه للتاريخ هدف لتمجيد حادثه الطف ام تأثيرها التاريخي ؟

بعد عام 2003 اصبح كل شيء مباح بالتعبير من خلال الصحف والاذاعة والتلفزيون وكثرت المهرجاناتالمسرحية والسينمائية ومنها المهرجانات الحسينية التي تتحدث عن مضامين واقعة الطف وما جرىعلى الحسين واهل بيته واصحابه تقوم هذه المهرجانات بتمجيد هذه الثورة العظيمة والاليمة علىنفوس الطائفة وتقدم عروضاً مسرحية تخص هذه الواقعة

وما قام به الامام الحسين من ثورة ضد الظلم والطغيان واسقاط هذه الواقعة التاريخية على الوضعالعراقي والدعوة للتصدي للظلم والفساد الذي نعاني منه وعلينا الاقتداء بالحسين والثورة على هذاالواقع لان لا توجد ثورة بدون دماء .

يجب على كل مهرجان يقوم بتمجيد هذه الثورة الابتعاد عن البكائية وانما شرح مضامين هذه الثورة منخلال عروض مسرحية رصينة لتوعية الشباب وبث روح التسامح بدلا من التعصب لاننا في بلد متعددالاديان والطوائف ونجعل من الجميع ان يستلهم من الثورة العظيمة الوقوف بوجه كل ظالم .

هنا توجهت صوب الممثل والمخرج المسرحي هلال الكعبي لأقول له :

هل المهرجان يتوافق مع الذوق التقليدي للمتلقي المشاهد ؟ ام يغاير ذلك ؟

دأبت نقابة الفنانين فرع النجف على تشجيع المهرجانات الفنية والمبادرات الخلاقة في المحافظة ومنبين المهرجانات ( مهرجان الطف المسرحي الحسيني ) بنسخته الرابعة والموسومة باسم المرحوم الفنان كاظم الخطيب تمجيداً لعمله الفني وتخليداً للمبدعين من ابناء النجف الاشرف وتوجيه الدعوات للفرق المسرحية في عموم محافظات العراق والعالم الاسلامي ومن يرغب بالمشاركة من الفرق المسرحية في دول عدة

تتناول العروض في هذا المهرجان مختلف الزوايا والافكار لنهضة الحسين ع وابراز الجانب الفكري والفدائي من اجل العقيدة والمبدأ واعلاء كلمة الحق والعدالة والمساواة في المجتمع الاسلامي وتأكيد كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله وفي ما يعرض على خشبة المسرح وتأطير قضية الحسين ع باطار فني تمثيلي ترافقه الصور والموسيقى التصويرية والانارة الحديثة بمختلف الالوان اقول ان ما يقرب الحدث عند نقله للمتلقي هو تنويع طبقات الصوت والاشارة بالايدي والتعبير بقسمات الوجه والبدن لتوصيل فكرة ما الى مستحقيك وخاصة اذا كانت هذه الفكرة او الحكاية محزنة وهذا ما يسمى بالتمثيل ( أي نقلواقع الحدث كما هو الى المستمع او المشاهد ليتجاوب ويحزن وحتى البكاء ) وهذا ما يحدث للعروض المسرحية التي قدمت بالمهرجان


وكان
سؤالي الاخير في هذه الجولة الى الدكتور علي الشيباني استاذ المسرح نقيب فناني كربلاء

ماهي نقطة الضوء في كواليس مسرح الطف وكيف تتوهج ابدعاً على آفق المسرح ؟

لو أردنا النظر الى كواليس المسرح بعين تقليدية فان الانطباع الاول عن تلك ركام من بقايا ديكورواجهزة اضاءة قيد الاستعمال وثمة مواد مختلفة من ازياء ومرايا غادرها الممثلون بعد ان وضعوا علىوجوههم بعض مواد المكياج فضلاً عن اكسسوارات متناثرة هنا وهناك هكذا هو حال الكواليس ولكنحين يقف الفنيون على هذا الركام وتحدوهم الرغبة لصناعة عالم بصري جمالي ناطق بصورة معبرةومدهشة بقيادة مخرج حاذق فان كل الاشياء التي ذكرناها سيكون لها معنى اخر فليس هناك شيء دونمعنى بغية خدمة اقدس عنصر على خشبة المسرح وهو الممثل اقول هذا وينتابني شعور غامر بالفرح والسرور حين اطلع على جهود هذه الطواقم التي تختفي خلف الكواليس هذا المنظور كيف يكون الحالحين نعرف ان الامر يتعلق بمهرجان او عرض مسرحي ينتمي بخصوصيته الى المسرح الطف الحسينيعندها ستكون المنصات والخشبات المسرحية والكواليس مزدهرة ومنتجة للجمال والمعرفة والرسالة الحسينية الداعية لخلق حياة سوية تليق بالانسان

استمرت العروض و جلسات النقد واستمر الجمهور بمتابعة المهرجان حتى يوم الاختتام حيث كانالفنان احسان الزيادي مدير المهرجان وهيثم الرفيعي سكرتير المهرجان ومقرر لجنة الحكم ينسقان ويتبعان اللجان التي شكلت لمرافقة الوفود من محل الاقامة الى المسرح الى المطعم يعملون كخليةنحل واحدة مما جعل المهرجان يعطي ابهى صورة من النواحي الفنية والجمالية وانشداد عيون الحضورنحو الخشبة بلهفة واخيرا وليس اخر

اعلنت النتائج من قبل لجنة الحكم واعتلا خشبة المسرح الفنان فاضل وتوت امين سر نقابة الفنانين العراقيين ليوزع الجوائز على الفرق الفائزة وبعض المبدعين ودعتهم متمنياً لهم الموفقية لنلتقي فيالدورة القادمة ان اراد الله .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *