( ما الذي تغيَّر؟ )

الشاعرة وفاء عبد الرزاق 

لا شيءَ تغيَّر
سوى أنَّ الهواءَ صارَ ناراً
فتعرَّتْ الصدورُ من لفحِ الضمائرِ
أتشوَّقُ للحمُّى
لعلّي أتخلصُ من جليدِ الشَّارعِ
قالت أمّي حين زقزقةِ قلبٍ
ستعيشينَ طويلاً يا سماءَ الأفواهِ
ستنجبينَ، الكثيرَ منَ الأصواتِ
لكنْ على برتقالِ الحدائقِ أمطرَ الوهمُ
أنا الرّيشةُ وهُم المهبُّ
الوهمُ أنا وهُم الصفعاتُ.
عن أيّةِ ملائكةٍ تتحدثينَ؟
وداعاً براءةَ الأسماكِ
القرشُ يزحفُ نحوَ الشاطئِ
والأمانُ القزم يعوي بـأربعِ قوائم.
تناسخَ الإلهُ إلى آلهةٍ حسبَ المقاساتِ
إلهٌ للقتلِ
إلهٌ للقاصراتِ
وإلهٌ لنهبِ حُلُمِ الوليدِ
المقاهي التي شرِبنا فيها شايَ العشقِ
صارتْ صهاريجَ لغليِّ النفطِ
مباركٌ هيكلي العظميّ
عرُّوكَ من وطني المُذابِ معَ السُّكرِ
وفقأوا عينينِ كانتا تلمعانِ لغزلٍ بريءٍ
ألوّحُ بلا أصابعَ للمارَّةِ
ربَّما يعرفُني من حربٍ لحربٍ
ابنُ الجيرانِ
ونستجيرُ بما بقيَ من رمقِ الكأسِ.
ما الذي لمْ يتغيرْ اليومَ؟
لا حافلةَ تقلُّني إلى ثانويَّةِ العشَّارِ
لا حقيبتي المزهريَّةَ
ظننتُ أنَّني سأتشعبُ بأقدامِ العابرينَ
نشاكسُ الندى كلُنا
كلُنا ندى الرازقيِّ،
نقرصُ الحياءَ الغافي على خدودِ الناهداتِ
علَّمني أبي النَّجارُ أنَّ الخبزَ لا ينامُ
كنَّا ننهضُ باكراً لنحلبَ الجّهاتِ
نوحّدُها على جسرِ الخورةِ
إشاراتٍ للعبورِ
كانتْ قلوبُنا تصوغُ الكلماتِ
هلا خويه
هلا حبُّوبي
هلا عيوني
نحوّلُ بها الفراغَ إلى ضوءٍ مستديمٍ
فلتتلاقحْ كلماتُنا على مقابضِ الأبوابِ
لمْ تعتَدْ بيوتُنا على غلقِ أبوابِها
علَّمَهَا الترحابُ أنْ تكونَ الصَّدرَ
بيتي لمْ يُخلَق للعجزةِ
بَلْ للآيةِ العُظمى واليقينِ.
سَفرُ الخلودِ بدأ بنا
منَّا عُشبةُ القولِ
كلُّ القولِ
فلتضحكْ أيُّها الأميرُ ماشتْ،،
مازلنَا النبوَّة القادمةَ
مازلنَا النبوَّة القادمةَ.

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *