الان..،
قراءة متأنية بعيداً عن إنفعال اللحظة ،
ابو فراس الحمداني ..
حالة الانقسام العراقي حاضرة في كل حدث او استحقاق عراقي ،
اختلفنا حين سقطت الملكية بين خندقين ،،رجعيين وتقدميين ،
وانقسمنا حينما تم اغتيال عبد الكريم قاسم بين مصطلحات شعوبيين وقوميين ، بين من يوزع الحلوى ويحتفل وبين من يبكي ويعلن العزاء ،
وانقسامنا الكبير كعراقيين حين سقط الدكتاتور وأُعدم
بين من يصرخ ويئن الى يومنا هذا وبين من احتفل في الشوارع بالحرية والخلاص ،،
وها نحن اليوم بعكس كل الامم والشعوب التي توحدها المحن والازمات ،
ننقسم بين الدفاع عن الوجود الامريكي والاحتماء به، وبين الدفاع عن النفوذ الايراني والاستقواء به ،
وكل طرف يربط مصلحة العراق بالجهة التي يؤمن بها ،
البعض يعتقد ان فك الارتباط مع ايران يعني ضياع العراق واستباحته من عملاء امريكا واسرائيل ،
والطرف الاخر المستقتل للوجود الامريكي يعتقد ان خروج الامريكان يعني عودة الحصار وتسليم العراق لايران وميليشياتها ،
والحقيقة غير ذلك تماما لعدة اسباب ؛
١- ان الامريكان والايرانيين كانوا يتقاسمون النفوذ في العراق على حساب العراقيين وكل طرف كان يغازل الاخر ويحترم مساحة نفوذه ، وماحصل مؤخرا من ( عدوان امريكي سافل ضد العراق ) هو استمرار للصراع بين طهران وواشنطن ومحاولة لاعادة الانتشار وتقاسم النفوذ على أسس جديدة ،،
٢- عندما نطالب بخروج الامريكان فهذا لايعني اننا نعلن العداء والحرب على امريكا ، هنالك سفارة ومصالح مشتركة ،
المطلوب تحويل اتفاقياتنا الامنية الى اتفاقيات تجارية واقتصادية ، ويمكن لامريكا حينها ان تستفاد المليارات بدل ان تخسر المليارات حاليا على القواعد والجهد العسكري ،
اما بخصوص الحصار ،
لايمكن لامريكا ان تفرض حصار. ، لاننا لم نغزو بلد مثل صدام ولم نتدخل في شؤون البلدان ونعادي الغرب مثلما تفعل ايران ،
وليس لدينا مشروع نووي مخفي ،،
هنالك قانون دولي وهنالك فيتو روسي وصيني ، ومن يتابع رد الخارجية الصينية على تصريحات ترامب يفهم اهمية العراق على الخارطة ،،
وعندما نحارب النفوذ الايراني ونطالب طهران بالكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية هذا لايعني اعلان حرب قادسية جديدة ،وانما هي دعوة لترتيب العلاقة بين دولتين جارتين تحترم كل منها الاخر عبر اتفاقيات تجارية وصناعية وثقافية ، على ان يتم تجريم اي طرف سياسي يتعاطى مع ايران بشكل منفرد بعيداًعن الدولة ،
ما اتحدث به ليس تعجيزا ، هذه القيم الوطنية الشائعة بين كل شعوب الارض ،
الهوية والولاء والانتماء
للوطن قبل اي شيء آخر ،
لذلك يجب ان نستفاد من تجاربنا السابقة ، وكيف ادت الانقسامات الى تبديد الجهود والطاقات والى تخلف العراق ودخول الخارج واضعاف الاواصر الوطنية ،
– لا للوجود العسكري الامريكي نعم لعلاقات اقتصادية متطورة مع واشنطن وتبادل تجاري واستيراد التكنلوجيا وارسال البعثات ،
– لا للنفوذ الايراني نعم لدولة قوية كاملة السيادة تحتكر القوة والسلاح وتجريم اي طرف يتعامل مع الخارج بعيداً عن اطار الدولة بتهمة الخيانة العظمى ، هذه الدولة تتبادل المصالح والعلاقات المتطورة مع دولة الجارة ايران على اسس سليمة ..
– الفاسدون في السلطة لايستطيعون ان يحققوا ذلك لانهم بالاساس يستقوون بامريكا وايران والسعودية ،
لذلك علينا ان نوحد الجهود لتحقيق الاصلاح واجراء انتخابات مبكرة
وبعد ذلك نرتب علاقاتنا وفق ماورد ،
بالتأكيد هذا الكلام لايُرضى جميع الاطراف ،
لان بعضهم مستفيد من الوضع الحالي ،
لذلك مهمة المستقلين من جميع الشرائح المتضررة من الوجودين الامريكي والايراني تشكيل جبهة وطنية تؤمن بهذا الخيار لكي نعزل المتطرفين من جميع الجهات ،
وبالتأكيد صوت الوطن سيعلوا على اصوات التابعين والوكلاء ،
غير ذلك سيستمر الانقسام ، وسيبقى العراقيون يتبادلون تهم العمالة والخيانة
وسيستثمر الايرانيون والامريكان هذا الانقسام لتعزيز وجودهم في العراق ،