ناحي سلطان

ناجي سلطان الزهيري
عندما يُحرم الإنسان من ابسط الحقوق المكفولة له في الدستور والقانون يشعر ان الوطن في أيادي غير أمينة ، عندما يموت المواطن بسبب عدم وجود دواء أو بسبب رداءة الطرق أو تلوث المياه ، عندما لايجد تعليماً يليق بأبناءه وكهرباء تريحه من ساعات التعب في الشمس الحارقة ، عندما يرى ان ثروته وثروة ابناءه تسيطرُ عليها مجموعة متنفذة من الكتل الحزبية وعندما يرى ان البلد يُدار من الخارج وعندما يرى ان بلده تُباع أرضه ومياهه بالرشوة والعمالة ، عندما يرى المواطن ان لامستقبل لأولاده وعندما يرى ان الأمور تسير للهاوية ، عندما يرى كل ذلك أمامه فما عليه إلا واحدة من إثنتين ، إما ان يجلس في بيته وينتظر مخلّص له من الغيب أو يخرج لينتفض على كل ذلك ويرفض هذا الفساد والموت والتدمير الممنهج للنسل والحرث ، هكذا هي الشعوب الحرّة وإن سكتت بضع زمن لكنها لن تسكت الزمن كُلّه ، إن التقليل من شأن ردة فعل الشعوب هو خطأ كبير يقع فيه الحكام الطغاة والظلمة دائماً ويعتقدون ان القمع والقوة قادرة على اسكات أصوات الشعوب الحرة وقد اثبت بالدليل او الأدلة ان العكس هو الصحيح ، فقطرات الدماء التي تسقطع دائماً ماتكون حافزاً للإستمرار والإصرار والتحدي ، ليس هنالك ابشع من ان ترى حقوقك تُسلب وبلدك ينهار وتتسلط عليك مجموعة فاسدة لاتُراعي إلاً ولا ذمّة ، أليس من الواجب والشجاعة ان تخرج الناس لتقول لا للباطل ؟ وكلا ثم الف كلا للفساد والفاسدين ؟ إن الإستهتار بمطالب الناس وحقوقكم وتسويف المطالب ومحاولة اتهام المتظاهرين وكأنهم هم المذنبين لايحل مشكلة ولا يُهدأ من غضب الشعب بل يزيد الطين بِلّه ويجعل الناس اكثر يقيناً ان لا أحد يستمع اليهم وان الحل بعيد المنال وهذا مايعقّد الأمور وتخرج الجماهير عن السيطرة ، إذا كان هناك ثمّة عاقل في المشهد السياسي في العراق عليه وعلى وجه السرعةِ ان يتدارك الأمر بأسرع مايمكن ويتخذ القرارات السريعة والحقيقية بمحاسبة رؤوس الفساد وينهي المحاصصة في الدولة والتعيينات الحزبية ويجد حلاً فورياً لعشرات الآلاف من العاطلين والخريجين ويحوّل الأموال المنهوبة من قبل الرئاسات والدرجات الخاصة الى المستشفيات ومراكز الصحة والتربية والكهرباء وماشابه من الخدمات ، وان يعمل البرلمان بإصدار تشريعات فورية بتعديل قانون الإنتخابات ليكون منصفاً وغير منحازاً الى الكتل والأحزاب الحالية وكذلك يقر التشريعات ذات المساس المباشر بالفقر والفقراء والخدمات ويسحب الصلاحيات والبذخ اللامعقول من أعضاءه والدرجات الخاصة والمسؤولين الكبار ويمنع التمتع بأكثر من راتب لأي شريحةٍ كانت ، لا أحد يعرف الأمور الى أين ستصل عند الإستمرار بإستفزاز الجماهير وسرقة قوتهم ومستقبلهم وتدمير بلدهم ، الجماهير لاتطالب بأكثر من وطنٍ يعيشون فيه بكرامة فلا تسرقوا منهم الوطن .

By Miimo

One thought on “نُريدُ وطن …. ناجي الزهيري”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *