كتبت : صفا حسبن

مما لا شكّ فيه أنّ تجربة العراق الديمقراطية هي تجربة فتية تعاني الكثير من العلل التي رافقتها منذ تشكيل النظام السيلسي الجديد والى الآن
ولأنها كذلك فانها ما تزال في مرحلة التشخيص الذي لا يتبعه علاجٌ ناجعُ يسير بجسد الدولة الى برّ الأمان مما يؤدي الى اضطراب وقلق مستمرين من الشعبِ بصفة عامة ومن الطبقة السياسية الحاكمة التي عجزت خلال اكثر من تقد ونصف عم انجاز ما وعدت به قبل أن تسقط نظام صدام حسين
ولأجل أن لا نتوسع كثيراً في الحديثِ عن معوقات تحسين جودة التظام السياسي فاننا هنا نريد الحديث فقط عن المحسوبية التي نخرت جسد الدولة وأقصت الكفاءات والشهادات والخبرات التي تعتمد عليها الدول المتقدمة لتأتي بالأقارب والأحزاب والمحسوبيات بشتى انواعها
ان المحسوبية تتركز على الأقارب والأصدقاء والبيئة القريبة وهي بالتالي تكون محصورة عادةً ببيئة واحدة مما يحجب الصورة الكاملة للمشهد ويؤدي بالنتيجة الى قرارات خاطئة لأن المشهد غير مكتمل فحين يأتي وزير ما من الموصل مثلاً ويكون القريبون منه كلهم من الموصل لن يستطيع فهم متغيرات المحافظات الأخرى وبالتالي فان اتخاذ او المساهمة في اتخاذ اي قرار لن يكون متكاملاً في أبعاده وبالنتيجة سيكونُ قاصراً
فضلاً أن المحسوبية لا تأتي بالكفاءة الّا في حالات نادرة
والحديث عن ان هؤلاء قد سبقوا في اقدامهم فأتوا في ظروف حرجة تخوّف الجميع من أن يقدموا اليها وبالتالي أتى الأقارب للحماية فهذه مشكلة أخرى بصراحة لأن الاقارب أتوا لأنهم شركاء فمتى ما تم الاقتناع أن هناك قضية بلا شك سيتسابق الجميع وبخلاف ذلك فلن يأتي الا الأقارب وغيرهم في المغنم والمغرم
لا يمكن أن تنهض البلدان وهي تعامل ابناءها على اسس مناطقية وفئوية وعشائرية وطائفية
ولا بد لأبناء هذا البلد من أن ينعموا بخيراته ولو بعد حين
وعسى ذاك ان يكون قريبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *