بقلم: الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط

الأرض ليست مجرد تراب أو مساحة جغرافية إنها مبدأ راسخ في الأعراف السماوية والقوانين الوضعية.
لقد أكدت جميع الشرائع الدينية أهمية الأرض، و وصفت الدفاع عنها بأنه واجب مقدس، واعتبرت اغتصابها عملاً مشيناً لا يقبله أي إنسان وطني مخلص لوطنه.
إن الأرض هي الهوية والجذور والكرامة، وأي تفريط بها هو خيانة للأمانة التي وضعها الله بين أيدينا.

في هذا السياق تأتي قضية حقل الريشة الغازي لتفتح باب التساؤلات حول تنازل العراق عن هذا المورد الاستراتيجي لصالح الأردن في إطار اتفاقية إعادة ترسيم الحدود عام 1984 وما ترتب على ذلك من خسائر اقتصادية وسيادية للعراق.

حقل الريشة قضية وطنية ملحة

في عام 1984 اقدم العراق على تعديل حدوده مع الأردن متنازلاً عن أراضٍ بعمق 70 كيلومتراً على طول الحدود ليصبح حقل الريشة الغازي الذي كان يقع بالكامل داخل الأراضي العراقية ضمن الحدود الأردنية.

في المقابل حصل العراق على قاعدة الوليد الجوية، التي أصبحت فيما بعد تحت السيطرة الأمريكية بعد عام 2003.

هذا التبادل تم في ظروف سياسية وعسكرية حساسة إلا أن آثاره على العراق كانت كارثية خاصة فيما يتعلق بخسارة الموارد الطبيعية.

أهمية حقل الريشة الغازي للأردن

اليوم يُعد حقل الريشة الغازي أحد أهم مصادر الطاقة للأردن حيث يساهم في تحقيق استقلاله الطاقوي وتقليل اعتماده على استيراد الطاقة.

لكن هذا الحقل الذي كان يمكن أن يكون دعامة أساسية للاقتصاد العراقي أصبح الآن شرياناً حيوياً للأردن مما يزيد من حدة التساؤلات حول مدى جدوى هذا التنازل وأبعاده على المدى البعيد.

التداعيات الاقتصادية على العراق

– حرمان العراق من مورد استراتيجي.
– خسارة سوق الطاقة الأردني.
– تعزيز المنافسة الإقليمية.

المطالبة بإعادة الحقوق العراقية

إن التنازل عن الأراضي والموارد ليس قراراً يمكن التسامح معه خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب العراقي.

ان إعادة ترسيم الحدود العراقية-الأردنية عام 1984 يجب أن تُعاد دراستها ويجب على الحكومة العراقية التحرك بجدية لاستعادة الحقوق المهدورة.

هذه القضية ليست مجرد مسألة اقتصادية بل هي قضية وطنية وسيادية تمس كل عراقي غيور على وطنه.

على البرلمان العراقي والجهات التنفيذية تحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذا الصدد والعمل على

– إعادة ترسيم الحدود بما يحفظ حقوق العراق.
– التحرك دولياً لاستعادة حقل الريشة الغازي.
– ضمان عدم تكرار مثل هذه التنازلات التي أضرت بالعراق لعقود طويلة.

الدفاع عن الأرض مبدأ وطني وأخلاقي

اغتصاب الأرض عمل شائن ينافي القيم الوطنية والإنسانية و الدفاع عنها واجب لا يسقط بالتقادم بل هو أمانة يجب الحفاظ عليها جيلاً بعد جيل.

إن قضية حقل الريشة ليست مجرد ملف اقتصادي أو سياسي إنها اختبار لمدى التزامنا بالدفاع عن حقوق وطننا واستعادة ما سُلب منا.

الوقت قد حان للعمل الجاد لإعادة الحق إلى نصابه وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *