خاص… كلمة
كتب : علاء الخطيب
لم يكن مؤتمر السلام الذي عقد في برلين في 15-6-2019 في فندق الشيراتون ولمدة يومين مؤتمراً عادياً ككل المؤتمرات التي تعقد في عواصم اوربية وعالمية عديدة ، فالمختلف في هذا المؤتمر هو تدويل جريمة سبايكر وإثارتها دولياً ، فقد حرص المنظمون ان يتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى الخامسة لهذه الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها 1700 شاب عراقي.
ولم يكن المؤتمر عاديا لانه جاء بدعم من الخارجية الالمانية وبمشاركة مؤسسات بحثية وأكاديمية ألمانية، فقد حضر المؤتمر ممثل عن الخارجية الالمانية و الخارجية الفرنسية ، ومراكز بحثية فرنسية و بريطانية وعربية.
فقد نظمت هذا المؤتمر الجمعية الاوربية لتعارف الاديان التي تنشط في المانيا بشكل كبير , ولها علاقات مع مراكز القرار والموسسات الاكاديمية والدينية ومنظمات انسانية اخرى .
ولم يكن عادياً ، فقد شاركت دول عربية ومنظمات عديدة في هذا المؤتمر كمركز الأهرام للدراسات والبحوث من مصر ومركز درسات جامعة الزيتونة من تونس ومن المغرب وسوريا بالإضافة الى مركز درسات جامعة كنكزكولج من بريطانيا .
فقد كانت جريمة سبايكر حاضرة بقوة في هذا المؤتمر ، فقد قدمت ولأول مرة دراسة موثقة من مائة وخمسون صفحة عن هذه الجريمة ، دراسة اطلع عليها الباحثون والاكاديميون .
لم يكن عاديا بحضور الإعلام الغربي الذي اتخذ على عاتقه اطلاع الرأي العام الأوربي على الجريمة .
كما ان المؤتمر كان فرصة مهمة للعراق ليقول كلمته كوطن تعرض الى اعتى هجمة إرهابية ، لكنه خرج منتصراً متماسكاً موحداً قوياً ، قال كلمته التي حبست لسنين ان الطائفية طارئة على شعبه وأرضه ، الطائفية التي حاول الدخلاء ان. يرسخوها ويزرعوها بين ابنائه ، لكنهم فشلوا .
مؤتمر برلين كان نافذه أوربية على العراق تتبعها نوافذ فرنسية وبريطانية والبانية ، فقد طرحت فكرة تدويل سبايكر لأول مرة وإقامة مؤتمرات مماثلة في عواصم اخرى
وبرعاية رسمية ، وكذلك وضع المنظمات الدولية امام مسؤولياته الإنسانية . فقد حرك المؤتمر الماء الراكد في البركة الدولية .
لم يكن عادياً لانه عقد في عاصمة تعرضت للاغتصاب والموت والقتل والدمار هي برلين.
لقد فتح المؤتمر ملفات مهمة ودارت
حورارات ونقاشات وورش عمل عن دور الاديان في السلام ودور رجال الدين في تشذيب الخطاب الديني ودور الاعلام في التعايش السلمي ، ودور المؤسسات في المعالجات .
فقد أكد البيان الختامي على توصيات مهمة اولها نبذ العنف والكراهية والحث على قبول الاخر ، ووقف التبشير الديني والمذهبي .
كما اكد على أهمية نشر ثقافة التسامح من خلال الفن والمسرح والموسيقى والرياضة وكل المشاركات الانسانيةً وان لا تقتصر المعالجات على الحلول السياسية ، فالإرهاب لن يهزم بالسلاح العسكري فحسب ، بل هناك أسلحة اخرى يجب الاعتماد عليها في هذه المعركة .
لذا لم يكن مؤتمر برلين للسلام عادياً .