الجمال
بقلم: محمد لواتي
ثقافة الجمال، ثقافة عامة ، والجمال ليس محصورا في المرأة كما يفهم البعض اليوم . السلوك المتزن جمال ، والخطاب الهادئ والرصين جمال ، والنظافة أيا كان شكلها ونوعها جمال… الجمال في الطبيعة لا يستثني شيئا حتى أيام الخريف إذا تساقطت الأوراق الصفراء كونت على الأرض بساطا ذهبيا يثير في الإنسان الدهشة ويهز فيه المشاعر .. أكيد نحن أمام ظاهرة عامة في الإنسان وفي غير الإنسان في الطبيعة وفي الطيور، والمهم في كل هذا أن تكون بيوتنا جميلة ومد خل العمارات هي أيضا جميلة وأن تتخلى بعض النسوة عن رمي الفضلات من الشرفات لتصب في الأرض مكونة منظرا مقززا. أسو ق هذا الكلام والكثير منا لم يعد يعرف من جمال الكلمة غير تلك الأنماط المشينة التي نسمعها في الشارع ، أو تلك الألبسة التي تجعل من الإنسان أشبه بإنسان العصر الحجري .. الأدباء والشعراء وحدهم بقوا في الميدان ، ميدان الكلمة الجميلة وميدان البحث عن الجمال في الأشياء بعد تحويلهما إلى ما يشبه ديكورا فنيا في منتهي الإحساس بأشعارهم ، الجامعيون بناتا وذكورا يفترض فيهم جميعا أن يتعودوا على جعل أنفسهم بهذا المستوى من الجمال إلى جانب ما هم عليه من تعلم ، لكن المصيبة إنهم هم أيضا التحقوا بالفئة اللاواعية وحتى اللامؤمنة بقوة الفعل الجمالي في تكونيهم ..في الغرب اليوم تعالج بعض الأمراض بالموسيقى وتختار المستشفيات من الفرق ما يناسبها وقد كانت الفكرة بالإحساس من الحضارة الإسلامية ، لقد اصبح اللحن الجنائزي هو القاسم المشترك بينا اليوم ، وأضحت الطبيعة بجمالها عدوة الإنسان فالمساحات الخضراء وفي كل المدن يلتهمها الإسمنت وحتى مداخل العمارات تحولت في بعضها إلى مراكز تجارية وتم حشر كل شيء في هذا الفعل المشين ، وإذا كان الشعراء قديما تغنوا بجمال المرأة فأنهم أيضا تغنوا بالطبيعة وأعطوها حيزا مهما في قصائدهم فهلا نستوعب من جديد وهج الجمال في حياتنا ونقضي بالتالي على الفوضى التي تلاحقها..؟