كتب … حسن الربيعي

تمارس الولايات المتحدة الأمريكية أنواعاً متعددةً من الضغوطات على خصومها، وتتنقل من قوة الى اخرى بمرونة عالية، وذلك لانها استطاعت ان تحدد هدفها الاستراتيجي منذ الايام الاولى لتأسيسها (او تجميعها)، وهذا أهم عوامل تفوقها الذي مكّنها من الوصول الى اغلب اهدافها المرحلية، وفي مواجهاتها المتصاعدة والمتكررة مع الاسلام اظهرت عدة قوى اهمها (القوة العسكري، والقوة الناعمة، وقوة الارغام) وماتضمنتها من ضغوطات اقتصادية ونفسية مباشرة وغير مباشرة، وخروج عن الضوابط الاخلاقية والانسانية، وبالمقابل كانت القوى الاسلامية الناهضة تمثل تحدياً كبيراً حيث استطاعت الجمهورية الاسلامية في ايران ان تستجمع معها قوى المقاومة وتشكل خطراً دائماً على امريكا واتباعها، لتحافظ على التوازن المرحلي في ظل تراجع خطير وتشتت مريب للعرب والمسلمين بشكل عام، وهنا اود الاشارة الى عدة امور:
١- ان جبهة المقاومة بقيادة الجمهورية الاسلامية، اثبتت ان الاسلام يحتفظ بقوة ذاتية مهما انحسرت مساحتها الا انها تبقى قوة عظمى لا تقهر ابداً.
٢- مهما ابتكرت قوى الشر انواعاً ووسائل ضاغطة ومدمرة، يبقى العقل الاسلامي قادراً على توليد وسائل مواجهة غير متوقعة من قبل العدو.
٣- ان السنن التأريخية لا يمكن تجاوزها، وان الامم مهما علت فإن سقوطها ناجز عند ممارستها الظلم والجور والطغيان في تعاملاتها الخارجية والداخلية، وسعيها الى انتشار الفساد والانحلال الاخلاقي والقيمي بين الناس.
٤- ان الظروف الصعبة التي تمر بها الامة الاسلامية ستستثير ابناءها للانتقال من مرحلة المقاومة الى النهوض والسيطرة.
٥- لم تستطع ولن تستطيع امريكا ومن ورائها اسرائيل ان تبني حضارة، لأن القوة المادية مهما تجبرت لا تستطيع الاستمرار والصمود طويلاً بدون دعم ومؤازرة القوة الروحية والاخلاقية، وهذا ما يفتقدونه، ولن يستطيعوا تعويضه ابداً. وفي الواقع لا يوجد صدامٌ ولا حوارٌ للحضارات، لأنهم في حالة تشكّل كاذب للحضارة.
٦- يبقى الدين هو الملهم الأعظم للانسان، في بنائه الذاتي والمجتمعي، ومنظماً لا بديل عنه للعلاقات بين الناس، لقدرته الفائقة على ترسيخ القيم والاستفادة من التراكم الحضاري عبر التأريخ، والاسلام هو الدين الكامل التام الذي سيثبت تفوقه وقدرته على قيادة الانسانية نحو الخلاص وارساء العدالة واشاعة السلام والنمو الاخلاقي والاقتصادي، وبناء الحضارة الخاتمة.
والله ولي التوفيق.

حسن الربيعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *