كتب رياض الفرطوسي
كيف يمكن ان تحقق الديمقراطية‘
وانت لازلت تؤمن وتطبق مفاهيم‘
وقيم واعراف جامدة وصلبة وتراث ثقافي‘
وعشائري وبدوي له قواعد ثابتة نفسياً ومجتمعياً.
اضافة الى الطقوس والاساطير القيمية السائدة.
كيف يقبل هذا المجتمع تطبيق الديمقراطية‘
وهو يعيش في مناخات وبيئة من الخطب‘
والشعارات والاسماء والرموز والعقائد‘
والايديلوجيات والاكراه والالغاء.
اضافة الى كثرة اختلاف المرجعيات‘
الثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية.
وقد اثبتت التجارب السياسية ان من يدعون‘
الليبرالية والديمقراطية هم اقل الناس‘
تطبيقاً لها خاصة بعد تجربة الحكم والسلطة‘
بحسبب الخلفيات الاجتماعية والعقائدية والنفسية.
لكن هل يمكن لثقافة مستبدة بالراي والفكر والمنهج‘
ان تقتنع بالديمقراطية على مستوى التطبيق؟.
لدينا موروثات تاريخية قديمة تؤثر‘
بالضرورة على الناس بغض النظر‘
عن انتماءاتهم سواء كانوا من اليمين او اليسار‘
او كانوا من الليبراليين او المتدينيين.
يجب ان لا ننسى ان الديمقراطية تتأسست‘
اولاً على مبادىء اجتماعية وفكرية واقتصادية.
ومناخات من العدالة والامن والامان والحقوق
والامل والمستقبل والتعليم الرصين والكفاءة والموهبة.
كيف اذن اذا كنا بلا اقتصاد متين‘
ومن دون نهضة علمية وفكرية وقانونية‘
ووجود هيمنة لنزعة العشائرية والقومية
والفئوية والمناطقية‘
سنضيع وقتنا لو تحدثنا عن ديمقراطية بلا مقومات‘
عصرية او قوى اجتماعية فاعلة‘
لأنه بالنتيجة من يمتلك خيوط وقوة التفاعل‘
هو المجتمع وبما ان المجتمع ليس لديه لحد الان‘
مشروعاً حضارياً للتغيير فلن يتغير شي حقيقي.
لازال الطائفي متقوقع على نفسه‘
والعشائري ايضا والقومي والحزبي‘
وصاحب التيار وصاحب العقار وصاحب المنصب.
هؤلاء جميعا ليست لديهم رؤية للمستقبل‘
وان كل ما نقرأه ونسمعه لا يعدو ان يكون‘
سوى تنظيرات محنطة بالتكرار ( والبلف ) والجهل والامل الزائف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *