كتب فلاح شمسه
العمة، حتى أواخر الستينات كان يرتديها الكثير من كسبة النجف من جميع الحرف تقريبا فكان البزاز و الرزاز و البقال و النجار و الحداد و الطبيب ( الحكيم ) يرتدي العمة و لم تكن حكرا على رجال الدين و ما كان يميز هؤلاء عن بقية الكسبة أنهم كانوا متفقهين في المسائل الشرعية أكثر من غيرهم و أتذكر منهم، في سوق الحويش الرزاز السيد صاحب المؤمن و كذلك إبن عمه والد السيد محمد و السيد هادي الحسيني و الشيخ عباس اليزدي و كان عطارا و بائع ألبان يقابله السيد محمد علي شبر شقيق الخطيب السيد جواد شبر و كان عطارا و جاره العطار الشيخ فضل الله البهبهاني ( و كان يزوره دائما المليونير الكويتي السيد هاشم بهبهاني صاحب عمارة البهبهاني في الشورجة و يجلس عند باب دكانه )، كذلك في محلة العمارة الشيخ حسين الحكيمي والد الدكتور محمد الحكيمي ( بين رأس اربع عكود و عكد السلام ) و في دورة الصحن كان السيد حبيب المؤمن بائع أواني فافون والد السيد محسن المؤمن ( مقابل جمعية منتدى النشر )، و في السوق الكبير كان بائع أقمشة السيد رضا و أخيه السيد حبيب الخنساري ( الذي فتح معمل باصات فولفو دك النجف و كان مبدعا ) و السيد عباس بائع ( مداد، محاكة من شعر الماعز يصنع منها البدو خيمهم ) مقابل صيدلية الزهراء، و في قيصرية عبد علي ناجي كان السيد مصطفى الخياط ( خياطة الهنا )، و في محلة الجديدة كان السيد زين العابدين الأعرجي والد الإعلامي السيد محمد جواد الأعرجي و كان عطارا، و في محلة المشراق شارع الطوسي كان العطار الشيخ حسين حمندي ( أستدعي ) و في نفس الشارع كان رجل طويل القامة يرتدي عمامة سوداء كبيرة ينطق الكلمات بشكل غريب يبيع السجائر ( كان ينادي باتيتات جقروقية و يقصد سجائر جمهورية )، من الجدير ذكره أن أشهر أطباء الأعشاب ( الحكماء ) في النجف مثل الحكيم المرزه جميل و المرزه محمد الخليلي و المرزه صادق الخليلي، كلهم كانوا يرتدون العمة البيضاء.
أقدم خالص شكري و إمتناني للأصدقاء الأعزاء الذين تفضلوا علينا بتذكيرنا بشخصيات لم يرد ذكرهم فيما ورد أعلاه و أخص منهم السيد محمد علي الأعرجي و السيد عماد كلنتر و الحاج جاسم أحمد أبو المكائن الذي أثرى بحثنا بأسماء كانت لامعة بين كسبة النجف في تلك الحقبة في مختلف أسواق النجف، و كذلك أشكر جميع الأخوة الذين ساهموا بدورهم أيضا بإضافة بعض الأسماء متمنيا للجميع طول العمر و دوام العافية .
و هذه قائمة أخرى بأسماء كسبة كانوا يرتدون العمة أيضا في النجف في تلك الحقبة و هي أواخر الخمسينات و الستينات و السبعينات من القرن العشرين، في السوق الكبير و تفرعاته؛ كان الرواف السيد عيسى الأعرجي والد الخطيب السيد محمد علي الأعرجي حفظه الله و الدكتور محمد حسين الاعرجي في سوق العطور و بجانبه كان السيد حسن البادكوبي مقابل محل السيد ناجي شبر، كذلك الشيخ محمد المظفر شقيق العلامة الشيخ محمد رضا المظفر، و كان الشيخ محمد مصلح ساعات قرب محل الحاج أمين الطريحي، و السيد مجبل الشريفي و كان محله في خان بيت شلال و كان يبيع الخيام و الحبال و أكياس الكتان ( الكواني ) و أغلب زبائنه كانوا البدو الرحل، كذلك بائع الساعات السيد محمد الهاشمي مقابل محل الحاج عبد الحسين القاموسي و بعد وفاته إنتقل أولاده إلى بغداد، و كان الشيخ رضا الصحاف تاجر حبوب معمم و كان محله في الخان المحروك في السوق الكبير، أما في سوق المسابك فكان صاحب محل قرطاسية السيد إبراهيم العاملي و لا يزال المحل يمارس فيه إبنه نفس المهنة.
في محلة الحويش
كان الخطيب السيد جابر أبو الريحة يدير محل بيع كتب و يقوم بتجليدها في قيصرية علي آغا في بداية سوق الحويش بجانب حمام القبلة و في الجانب الآخر من القيصرية كان محل الشيخ هادي كاظم سبتي والد الخطاط الشهير حينها جواد سبتي و كان خطيب و
بائع سجاد إيراني جديد و مستعمل، و كان السيد محمد الغريفي الشهير بالسيد حمد الخطيب والد الممثل كاظم الخطيب يدير محل حوائج منزلية في شارع الرسول، كان رجال عائلة المعلم الإيرانية الأصل أغلبهم يرتدي العمة و يمارسون التجارة و غيرها من المهن مثل تأسيس أنابيب المياه في البيوت و كان منهم عطارين و تجار و كان أشهرهم التاجر السيد باقر المعلم و كان محله في سوق المسابك و كذلك السيد باقر الخباز ( المعلم ) و كان محله في أحد فروع سوق الحويش قرب الفضوة، و كانت العائلة معروفة بالصدق الأمانة و حسن التعامل مع الناس و تم تسفيرهم عام ١٩٧٠ و في إيران اشتهروا بالعراقيين الصادقين بين التجار الإيرانيين، و أولادهم اليوم يخدمون في الحسينيات النجفية في مشهد و قم و طهران ( دولت اباد ) و يتكلمون العربية فيما بينهم.
محلة البراق
كان سوق التجار ( عكد الحمير ) هو السوق الرئيس لبيع الجملة و كان يضم أشهر تجار النجف و عرف بسوق الحمير لأنها كانت تملاؤه حين كانت وسيلة نقل البضائع الوحيدة حينها خصوصا في أزقة و أسواق النجف الضيقة، و كان أحد تجار السوق المعروفين المعمم السيد موسى التبريزي و السيد إسماعيل عنبر الأعرجي و السيد عبد علي قبلة و الشيخ صادق الأميني نجل العلامة الأميني صاحب الغدير و كان عطارا، و في سوق العمارة كان السيد كمال البو شهري عطارا، و في سكلة السمك في المشراق كان الشيخ أسد والد الحاج حسين و الحاج صاحب أسد الله يدير علوة بيع ألبان بالجملة في الصباح الباكر من كل يوم.
و في نفس الوقت كان بعض الكسبة بلغوا درجة الإجتهاد في الفقه و الأصول، لم يكونوا يرتدوا العمة و إنما الطربوش مع اللفة الصفراء ( الكشيدة ) مثل، الشيخ باقر القاموسي ( أستاذ السيد محسن الحكيم ) و نجله الشيخ صادق القاموسي، كذلك كان الحاج أحمد أبو المكائن و محله في سوق التجار و الشيخ أحمد النداف و كان يعمل في الندافة وغيرهم…
23/2/2019