كتب : علاء الخطيب

اصدرت هيئة التقاعد الوطنية  بطاقات تقاعد لذوي شهداء تشرين ، خطوة مهمة ورعايةابوية من قبل الدولة ، لكن ما يثير الاستغراب هو التداخل العجيب بين القاتل والمقتول  بين الفاعل والمفعول به ، بينما تُتَّهم الدولة بالقتل،  تعترف بذات الوقت بارتكابها للجريمةبدفع التعويضات لذوي القتيل أو قل ثمن الدم .

لا أعتقد من خرج  يطالب بالحرية ويريد وطن ، كان يبحث عن راتب  تقاعدي بعداستشهاده ، لم يكن هدفه المال !!!

كان الأجدى ان يمنح العراقيون حقوقهم وهم احياء ، و ان يحصلوا  على الحياة دون  انيضطروا  الى دفع ارواحهم  ثمناً للموت.

ان ثقافة دية القتيل  ثقافة مخزية ، فهي لا تليق  بالشهداء والاحرار ، لان دمائهم اغلى من  الدنانير .

بالامس كان العراقي لايستطيع ان يعيش بكرامة وهو حي ، وما ان يقتل حتى يكرمبسيارة  واموال وقطعة ارض  وامتيازات لذويه .

وفي الحقيقة  لم تكن هذه الامتيازات تكريم للقتيل ، بل ثمن الدم الذي ذهب الى الفراغ .

ثمن الدم الذي اراقه المجرمون ليعمدوا به وجوههم القميئة .

واليوم يعود المشهد الى الواجهة بشخوص مختلفه واسماء اخرى.

لعل الشهيد  اليوم يقول وهو في رمسه شاكياً الى ربه مما لحق به ، كما قال ابو ذر  الغفاري حينما ارجع اليه راتبه من بيت المال وهو على شفير القبرمنعتمونيه وانمحتاج اليه وتعطونيه وانا مستغنٍ عنه“.

ما الذي ينفع الشهداء  بطاقة تقاعدية ،

و هم  تقاعدوا عن الحياة أصلاً  ، واعدموا لذتها  واصبحوا في جدث انقطعت فيهاخبارهم .

ان ما ينفع الدماء التي سالت من اجل الكرامة هو القصاص العادل من القتلة ، وما يخففعنهم هو ان يمنح الوطن الحرية.

لا يكرم  الشهداء بالمال ولا بالراتب التقاعدي  فهذا  حقهم الطبيعي . تكريمهم يكمن في  تعويض العراقيين حياة ً تليق بتطلعاتهم وطموحاتهم التي ناضلوا من اجلها ودفعواارواحهم قرابين لها . ما اراده الشهداء هو الوطن فامنحوهم الوطن و خلوا سبيل الحياةفانها حتمية الزمن .

   الشارع يبحث عن هوية القاتل والدولة تصدر هوية للقتيل ،  امر غريب  في عالماللامعقول .

  الشارع يطالب بكشف القتلة وحكومتنا المبجلة تكشف عن عدد المقتولين .

  تتناسى أو تتغافل الحكومة عن شعارها التي رفعته في بداية تسلمها السلطة بأنمهمتها الرئيسية كشف الجناة الحقيقيين ،

وتعريف العراقيين بالطرف الثالث .

لقد نكثت  الحكومة وعودها  وأصبح كلامها  في خبر كان  ، فلم تعد تتذكر ان وعدالحردين  . وفي الوقت ذاته نعلم تماماً ان الدَين يوفه الاحرار الشجعان .

ولا كرامة للجبناء .

( ومنين اجيب ازرار للزيجه هدل )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *