مشتاق الربيعي
معظم تشريعات المجلس النيابي الموقر بعيدة كل البعد عن آمال وتطلعات المواطنين، لأن الشعب يبحث عن قوانين توفر له حياة كريمة ومعيشة لائقة. لكن من المؤسف أن معظم التشريعات تصب في مصلحة الأحزاب السياسية.
وآخر ما فعله بعض أعضاء المجلس النيابي الموقر هو تمرير قوانين تُعرف بـ”السلة الواحدة”، وهي قوانين جدلية لا تمس حياة المواطنين بشيء على الإطلاق. وتعد هذه التشريعات من أسوأ القوانين التي مرت على الدولة العراقية منذ تأسيسها وحتى الآن.
ينبغي إنصاف الشعب والنظر إليه بنظرة أبوية حقيقية، لا سيما الشباب الذين يواجهون متاعب كبيرة في الحياة. فقد بلغت نسبة البطالة، وفقًا لآخر مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية عام 2021، 16.5%، فيما سجلت البطالة بين النساء ارتفاعًا بلغ 28%، بينما كانت بين الرجال 14%.
وهذا الأمر يثير قلق الجميع، لأن النسبة مقلقة ومخيفة، مما يستوجب العمل على إعداد برنامج جديد وشامل للقضاء على البطالة، خصوصًا أن عددًا غير قليل من أصحاب الشهادات العليا تعرضوا للضرب المبرح والإهانة، بل إن بعضهم فقد حياته، رغم أن تظاهراتهم كانت سلمية وكفلها الدستور، وكانت تعبيرًا حضاريًا عن مطالبهم.
إنه لأمر مؤلم ما حصل معهم، إذ اضطر بعضهم إلى مغادرة البلاد بطرق شرعية وغير شرعية بحثًا عن حياة أفضل. وإن استمر الحال على ما هو عليه الآن، فسوف يخسر العراق الكثير من شبابه، وهذا أمر مؤسف للغاية، لأن الشباب هم قادة المستقبل وهم ثروة العراق الوطنية.
كان من المفترض إجراء تعديلات على قانون الأحزاب، إذ إن العراق يعد اليوم أكثر بلد في العالم من حيث عدد الأحزاب، متفوقًا بذلك حتى على الولايات المتحدة، رغم الفارق الكبير بينهما في المساحة وعدد السكان.
اتقوا الله في هذا الشعب، واحذروا غضب الحليم… فاللبيب تكفيه الإشارة.