كتبت  : فاطمة الكركوكلي

عقدت ندوات عديدة تتحدث عن المراة العراقية ، وسمعنا الكثير من الخطب التي تتحدث عن المراة اغلبها ياتي من منظور مثالي عام يتعلق بنصوص دينية وتعهدات سياسية معروفة يمكن الاطلاع عليها يوميا بسهوله ، كما تابعنا عمل اللجان الخاصة بالمراة والاسرة ولمحنا طيلة الفترة الماضية حديثا لايمس الحال الحقيقية للمراة العراقية التي تمثل معاناتها معاناة الشعب باكملة ، فاذا كان الرجل يواجه المشكلات الاساسية من البطالة وغياب الامن وتهديد المجتمع العام ، فان المراة تواجه المنظور وغير المنظور من المشاكل وهذا ما لايمكن التوصل اليه الا من خلال عينات مباشرة تنقل الواقع الحقيقي للمراة العراقية .
للمرة الاولى نسمع من سياسي عراقي هو السيد محمد الحلبوسي رئيس البرلمان يتحدث بشكل مختلف عن هذه المثالية والفوقية التي اعتدنا عليها ، سواء في المؤتمر الذي عقد مؤخرا برعاية السيد عمار الحكيم او من خلال تضمين خطاباته ومبادراته المتكررة لتكريم المراة والدفاع عن حقوقها في ان واحد ، ولنفصل معا كيف جاء خطاب الاستاذ الحلبوسي في المؤتمر الاخير ، لقد كان صريحا وذهب مباشرة من الخطاب العام الى الحيثيات بل الاهم في ذلك انه حمّل الدولة نفسها التقصير في هذه الملف الحساس والمهم ، فقد اشار الى ما تتعرض الناشطات المدنيات من وحشية تمثلت في حملات الاعتقال والتغييب مطالبا بما اسماه بالاتحاد التاريخي لضرب الفاسدين المتسببين في كل ذلك ، ما يمثل موقفا شجاعا ومؤشر رعاية في ان واحد، كما ذهب الاستاذ الحلبوسي الى التاكيد على ابرز ثلاث نقاط في هذا الامر وهو شيء جديد علينا من الصراحة والمواجهة المباشرة .
إهمال أمهات وزوجات الشهداء الذين قدموا تضحياتهم، وعدم إنصافهن بالحصول على حقوقهم الكريمة، وهذا بحد ذاته عنف رسمي ضد المرأة، ونتحمل مسؤوليته جميعا، ابتداءً من المتحدث.
إهمال ملف ذوي المفقودين الذين فقدوا أزواجهم وأشقاءهم وأبناءهم، ويتطلعون منذ سنين لمعرفة مصير ذويهم، هذا أيضا يعد تقصيرا وعنفا ممنهجا ضد المرأة. أمهاتنا وأخواتنا النازحات الموجودات في مخيمات النزوح للسنة السادسة، هل ما يتعرضن له لا يصنف كعنف ضد المرأة، حينما لا تتمكن من قوت يومها وستر نفسها وعائلتها أسوة مع أي عائلة عراقية تبحث عن سقف، وتبحث عن وطن. إن هذه الأصناف يجب تركيز جهد الدولة التشريعي والتنفيذي والسياسي لمعالجة هذه الظواهر، وأيضا توفير متطلبات الحياة الكريمة، هذه التصنيفات الراعي الأول لها وولي أمرها هي الدولة بكل مؤسساتها.
هذا المنهج الذي يضعه الحلبوسي للدولة والمجتمع كيف يمكن لنا نحن النساء تقبله والتعاطي معه ، لاشك ان ابرز شيء يمكن قوله هو الثقة الثقة المفقودة بالعملية السياسية طيلة الفترة الطويلة الماضية يعيدها هذا الرجل لنساء العراق جميعا ، ليشعرن بانهم في ذمة برلمان يمثل الجميع بل برئيس لنواب العراق لايفرق بين الجنوب والشمال ، ولعل حديثه وهو يلتقي امراة مبدعة هي ناديا القيسي ويكرمها بقوله فخور بهذه الكفاءات التي تحمل اسم العراق وتعكس وجهه الناصع والمشرق”.يرتبط ارتباطا مباشرا لرعايته لمراة في الداخل تعاني الكثير . ان الرئيس الحلبوسي يضرب مثلا سياسيا لابد منها ان نعترف بانه اسس لنهج سياسي واجتماعي واخلاقي نادر في حياتنا السياسية ونتمنى ان يحذو الجميع حذروه لاسيما في الجهات التنفيذية التي يقع على عاتقها حل ازمات البلاد جميعا .

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *