الدكتور عصام الفيلي / الجامعه المستنصرية
اسهم تفاعل مجلس النواب العراقي مع انتفاضةتشرين من العام الماضي في ارساء دعائم علاقة جديدة لم تكن معروفةٍ من
قبل ولاسيما حينما تبنى قرار اجراء الانتخابات على اساس الدوائر المتعددة من اجل منع استغلال الأحزاب الاوليكارشية
من السيطرة على كل مفاصل الدولة وكان لابد أن يعزز ذلك بحضور واضح للسلطة التنفيذية والقضائية من خلال جملة من
الاجتماعات واللقاءات التفاعلية بين السلطات الثلاثة وبرعاية دائمة من قبل رئاسة الجمهورية لكي يكون لها بصمة في رعاية
تلك الإجراءات عن طريق دعم اللجان المكلفه بصياغة الافكار والقوانين في هذا الإطار
أسهمت زيارة جينين هينيس بلاسخارت الى المرجع السيد علي السيستاني في تعزيز الرؤى الوطنية من أجل احداث تغيير
جذري في المشهد السياسي وذلك من خلال توجيهاته بضرورة ان يكون مجلس النواب ممثلاً للشعب ويقصد بذلك الدوائر المتعددة
من خلال دعم الامم المتحدة وعليه اصبح لزاماً على الجميع اطفاء المخاوف التقليدية من تزويرها
وان يكون حضور
الانتخابات أمميًا مثلما حصل في الانتخابات الماضية
اجتمعت الكتل السياسية يوم أمس واقرت نظام البطاقة البيومترية التي بموجبها سيكون الانتخابات المقبلة وان تم تطبيقها
ستقضي على كل شكل من اشكال التزوير لكن هذا يتطلب جهود مضاعفة من الحكومة والمواطن سواء من حيث
الطاقات البشرية
او القدرات اللوجستية خاصة لاسيما أن عدد الناخبين يتجاوز ٢٧ مليون ناخب علاوة على تحديات اخرى متمثله باستمرار جائحةالوباء وعدم تثبيت موظفي المفوضية والاستغناء عنهم فضلآ عن البنية التحتية لمقرات مراكز التسجيل غير صالحةللعمل مما
تشكل تحدياً كبير امام عمل المفوضية
وعلى الرغم من هذه التحديات كلها صار المواطن مطالباً بالسعي الحثيث لأصادر البطاقة البيومترية لأنها لم تعد بطاقة انتخاب بل بطاقة حياةً له ولأولاده
من اجل القضاء على تكرار كل تجربة فاشلة مثل التي عاشها منذ سبعه عشر عاماً
في ظل سعي بعض الاحزاب والقوى لاختطافها تحت مختلف المسميات التي أدعت تلك القوى بأنها تسعى لبناء دولةالمواطنة لكن في ظلها
ضاع الوطن والمواطن.