احمد الميالي

د. احمد الميالي
في ظل الظروف والتحديات الصعبة التي يواجهها العراق، تجعله بحاجة ملحة لفتح قنوات تواصل ايجابي مع المجتمع الدولي والاقليمي والعربي، لكن لن تكون هنالك فاعلية لهذا الانفتاح والتواصل اذا لم يكن عبر القيادات السياسية المقبولة والمعتدلة والشابة لدى هذه القوى ، فضلا عن قبولها المحلي والاجتماعي.
يعول في اعادة ترميم علاقات العراق مع البيئية الدولية والاقليمية على هذه القيادات.
بعد تشكيل حكومة الكاظمي برزت مثل هذه القيادات الشابة وفتحت قنوات اتصال مع المجتمع الدولي بما يعطي رسالة مهمة على محورية الدور الذي يمكن ان تؤديه هذه القيادات مثل شخصية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في سياق اجتذاب الدعم الدولي والاقليمي والعربي الذي يحتاجه العراق سواء على مستوى الاجتماعات للمؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات، او البرلمان العربي او التواصل مع السفراء وممثلي الدول في العراق اضافة الى زياراته ولقاءاته الخارجية،.
هذه اللقاءات وهذا الانفتاح تعمق في ظل الازمات التي يعيشها العراق بعد تشكيل الحكومة الجديدة، والمعروف إن الهدف من تشكيل أيّ حكومة هو الخروج من الأزمات، واهم تلك الازمات اضافة الى الصحية والاقتصادية هو تحييد الصراعات وتقليص المخاوف الذي نتج من اخفاق اداء القيادات القديمة التي أخفقت في أدنى الأداءات وعملت على البقاء في الأزمات، لأنها بدون تطلعات وهموم وطنية، وتنذر بسلوكياتها بالذهاب إلى أوضاع قد تهدد السلم المجتمعي أو تحدث شرخا بين مكونات المجتمع، وتعمل على هدم علاقات العراق بمحيطه الاقليمي وعلاقاته بالمجتمع الدولي عبر التموضع لذاك الطرف او ذاك، والعمل لصالح محور خارجي على احسب محور اخر؛ لأنها لازالت تتمسك بالنهج الطائفي وبمطالبات الإبقاء على المحاصصة، وتعمل على محاربة أي مبررات أو عوامل فقدان المكاسب السياسية ولن تتنازل عن المناصب العليا، والحقائب الوزارية وتريد الابقاء على الأجواء السياسية التي تميل إلى رفض صعود اي قيادات شابة ومعتدلة، وتتردد وتتخوف من بروز قيادات عقلانية ومشاريع وطنية جديدة قادرة على تمثيل المصالح بشكل عادل، والبقاء صفاً موحدا ضد الطموحات والتدخلات الخارجية وتعمل على احلال توازن في علاقات العراق الخارجية.
بدون وجود مثل هذه القيادات لن يبقى العراق متماسكا، عِقب سنوات طويلة من الفساد والسرقات، ولابد مِن وضع حدٍ لذلك، عبر إحلال هذه القيادات في رأس السلطة لتعمل على رد الاعتبار للمواطن العراقي وإلغاء التفكير بنمط المكونات بل بنمط الهوية الوطنية مع احترام الخصوصيات الثقافية لهم، والطي النهائي لملف الفساد السياسي والبدء بمصادرة أموال كبار الفاسدين، وإنهاء نظام المحاصصة والدخول بتجربة الكفاءة والخبرة والنزاهة في تولي المواقع. والعمل على ان تكون سياسة العراق الخارجية واضحة ومتوازنة إزاء الدُّول كافة: لا مقاومة ولا اعتدال، والعمل على تأسيس أسلوب جديد للحكم والتدبير واستثمار دائرة الفرص الضائعة لمعالجة كل هذه الاختلالات، وهذا يحتاج ضغط شعبي يقوم فيه المواطن على التحرر من ضغط انتمائه السياسي أو المذهبي، عدا ذلك لن يكون هنالك امل في احلال السلام والاستقرار في العراق.

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *