رياض الفرطوسي

حديث البؤس
كتب رياض الفرطوسي
لماذا يكثر بعض من العراقيين،
حديث البؤس والاحباط،
ولا يتسامون على الاحزان،
ولا يميلون للعزلة والتأمل،
والابتعاد عن الضوضاء والصخب.
حقيقة الامر ان هذه القضية مرتبطة
بمجموعة امور منها :
العراقي لا يتحمل ان يكون وحيداً،
كما فعل جدهم انكيدو بعزلته التاريخية،
لانه ستعود لهم الذكريات والتراكمات،
المؤلمة وتطفح عندهم الذنوب والجروح،
( جرح يدي وجرح ينزف وجرح باني عله بسماره)،
التي لا يريدون ان يتذكروها.
يأتي العراقي الى الدنيا،
وامه تهدهد نعاسه بالنواح،
وقصائد الضياع والفجيعه والفقد.
ثم يكبر قليلاً فيجد امامه،
قارب يبحر به نحو عمق الوجع،
العراقي ليستقر على حنجرة
داخل حسن وهو يصدح
يمه يايمه.
ثم يستلمه سلمان المنكوب ومنازله المهجوره،
(امرن بالمنازل منازلهم خليه
اكلها وين اهلنه تقول اكطعو بيه).
لو جربت ان تلتقي بأي عراقي،
ستكتشف انه مخزن للكوارث،
بل الاسوأ من ذلك عندما تصادف،
عراقي سيبدأ الحديث معك،
عن نفسه واخر الامراض
التي يعاني منها،
ضغط / سكر / قلب /قولون / فتق.
فضلا عن البواسير ومشاكل
السمع والبصر وفوق همّ الدنيا
جاء همّ كورونا.
ثم انك لا تصادف احدا دون
ان يشكوا من احدا اخر،
الناس يدعون على بعضهم البعض
بالسوء دائما وابداً.
ومع ذلك ينتظرون ان تهبط علينا رحمة السماء.
فهل يوجد بعد ذلك اكثر مما نحن فيه من بؤس؟.

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *