نبيل ياسين

كتب : د. نبيل ياسين
هل في العراق حكم اغلبية؟
لا، ليس هناك اغلبية في العراق، وانما هناك حكم الاوليغارشية، اي حكم الاقلية، فالشيعة والسنة والاكراد لايمثلون الاغلبية وانما يمثلون تجمعا اوليغارشيا يحكم عن طريق حصص يحصلون عليها واذا لم يحصل كل طرف على حصته او اكثر منها فليسهناك حكم،واكثر من طلك ليس هناك حكم مستقر
ارادت امريكان انن يشارك الجميع في الحكم، ولم يكن هذا قرارا سيئا ولكنه قرار غير ديمقراطي كان يجب ان يعالج بطريقة اخرى ، فماجدوى وجودحكم فيدرالي تعتبر فدرالية كردستان نفسها منفصلة سياسيا عن العراق ومرتبطة به عبر حصتها المالية من الموازنة؟
هناك عملية سياسية صممت بطريقة هندسبة غير سليمة، ان الذين اختارتهم امريكا ليسوا افضل منن اختارتهم ايران،ايران لم تحتر الشيعة كما يعتقد البعض انكا اختارت سياسيين من السنة والكرد ايضا، وولدت انطباعا واقعيا في المعادلة السياسبة الخاطئة هو ان لاسباسيا سنيا يصبح رئيس البرلمان دون موافقتها وان لا رئيس جمهورية كرديا يتبوأ منصبه دون موافقتها ، لايهم ايران ان يحكم العراق شيعة من الاحزاب السياسية الارمن يتعاون معها في مصالحها ويخطيء فيحساباته واعتقاداته من يعتقد ان ايران تسعى لبناء دولة دينية في العراق، فهي تعرف ، وهي العقل الامبراطوري القديم، ان ذلك سيكون مشكلة لها وهي في غنى عن خلق هذه المشكلة، كما ان من يعتقد لن امريكا تسعى لبناء دولة علمانية ديمقراطية مخطيء هو الاخر، ايران وجدت وضعا سياسيا بعد ٢٠٠٣ مناسبا لتدخلها كما وجدت دول اخرى اصغر حجما وتاريخا وامكانيات ىمن اي ان فرصتها للتدخل ايضا، بمختلف الوسائل والادوات ومنها استخدام مجموعات وتنظيمات ارهابية،
حتى الان، تحول امريكا دون نشوء وبروز ديمقراطية، اما خدعة تيارات مدنية فليست اكثر من استخدام اطار اليض لصورة سوداء،، كاستخدام نسبة ٣٣٪‏ للنساء في السياسة والبرلمان ، فهذه النسبة كذلك الاطار الابيض للصورة السوداء، ومن المفارقة ان تكون هذه النسبة سوداء بالفعل في ملابسها ،
صممت امريكا نظاما فاسدا من الاساس، لايكون فيه التغيير ممكنا ولا الاصلاح سهلا، ولذلك فان تغيير رئيس وزراء باخر هو كتغيير معلم باخر في صف من التلاميذالذين يدرسون منهجا متخلفا اصلا لن يفيدني في شيء ان اقتطف هنا ماقاله روسو او هيغل او توماس بين عن العقد والعدالة والدستور ، فكتبهم امامي الان لموضوع آخر، والامريكان الذين صمم ا العملية السياسية في العراق يعرفونهم جيداويعرفون كذلك توماس جيفرسون ويعرفون كل فلاسفة ومنظري الديمقراطية منذ اثينا حتى اليوم،
من المتطقي جدا ان لاتبشر ايران بنظام ديمقراطي في العراق ولكن ماذا عن امريكا التي بشرت بالديمقراطية كمبرر للحرب مع اسلحة الدمار الشامل؟ لا اظن انها خدعت احدا، فكل الذين تعاونوا معها واعتمدت عليهم بمن فيهم الاسلاميون الشيعة كانوا لايؤمنون بالديمقراطية كنظام في العراق، وهي تعرف ان شعارها عن الديمقراطية ليس سوى تسويغ فكاهي لسيناريو غير واقعي يسوقونه لشعبهم الامريكي الذي لايهمه اي شيء خارج امريكا سوى
مايقدمه الكتاب الامريكان الذين عادة مايروجون لوجهة النظر الرسمية او يمهدون للاعلان عن قرار قادم ،
فمجلة فورين بوليس قالت مؤخرا ان الانشغال بالعراق مضيعة للجهد ومشاكله معقدة ولايمكن حلها رغم محاولات عديدة بذلت في السنوات الماضية، وهذاو اذا لم يكن كذبا فهو افتراء واضح وتنصل عن مسؤولية امريكا عن التخريب المتعمد الذي احدثته منذ اسقاط صدام واشاعت فيه الفوضى بدل الديمقراطية والاستقرار واعادة الاعمار ، الشي الوحيد الصادق في المقال هو ان قادة العراق لايؤمنون بالديمقراطية
يذهب العراقيون الى الانتخابات ويصوتون لاشخاص لايعرفون ماذا سيفعلون ومن منهم سيكونون الرئاسات الثلاث،، فبعد الانتخابات يفدأون البحث عمن سبكون رئيس البرلمان وعمن سبكون رئيس الجمهورية وعمن سبكون رئيس الوزراء؟
كل يوم ينشغل العراقيون باخبار الفساد الذياصبح الفن الوحيد الذي يجيده سباسبو العراق، ان الفساد هو فن الحكم في العراق، وقداصبح طغيان الفساد علنيا ومتداولا وسوق مزاد الوزارات اصبح مفضوحا ولكن دون ان ينال القانون أيا من عصابات هذا السوق
في سنوات المعارضة كنت اكتب ان المعارضة لاشغل لها سوى تداول فضائح صدام ونشرها في اكثر من عشرين صحيفة من صحف المعارضة، ولو ان سفينة فضاء هبطت على المريخ وكان هناك سكان في المريخ وسألتهم عن فضائح صدام لأجابوا نعم سمعنا بها،
الان من لم يسمع عن الفساد في العراق وعن ازمة العراق التي ربما تقوده الى التلاشي ؟

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *