القرش الأبيض

القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود  مثل يضرب لحكمة التدبير ، والتفكير البعيدللمستقبل ، واليوم الأسود هو  تقلب الأحوال . فمنذ  100 عام  اي منذ تأسيس الدولةالعراقية الى يومنا هذا لم يتم التفكير باليوم الأسود ، فكل اموال النفط ذهبت للحروبوالسرقات  ولـ عبث الحكام  ولم تستثمر  ارتفاع الأسعار في فترات كثيرة . كما لم تذهبهذه الأموال لإنشاء بنى تحتية للبلد .

فالعراق لازال يعاني من الطرق والنقل والمجاري والمياه الصالحة للشرب والكهرباءوالعشوائيات السكنية  وشحة المدارس وقلة المستشفيات وفنادق الدرجة الأولي   والأماكنالترفيهية وغيرها.

فالدولة العراقية التي تعتبر من اهم الدول النفطية في العالم ليس لها أي استثماراتخارجية تحميها من غائلة الكوارث والجوائح ،  على غرار كل الدول النفطية في العالم ،فعلى سبيل المثال : تمتلك قطر الدولة الصغيرة استثمارات في بريطانيا وحدها 50 ملياردولار  وفي العالم   بحدود 320 مليار ، والكويت 65 مليار  في بريطانيا فقط ،  اذ يبلغاجمالي الاستثمارات  الكويتي في العالم   حسب التقارير الرسمية بحدود 600 مليار  دولار.

ايران لديها استثمارات وتبادل تجاري  يبلغ 22 مليار ، الصين البلد العملاق لديهااستثمارات  بعشرات المليارات  في بريطانيا ، ناهيك عن الاستثمارات  في الدول الاخرى ،  وكذلك هناك استثمارات لـ بقية الدول النفطية والغنية كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانياوإيطاليا   لتأمين المستقبل  من جهة ولضمان الاستقرار في مواجهة الطوارئ من جهةأخرى  .

هذه الاستثمارات هي عبارة عن شركات عملاقة وفنادق درجة أولى و أسواق ضخمة  وطرق ومطارات ومحطات لتعبئة الوقود و. … إلخ . فهي ثروات تحوي العالم وتحققمردودات مالية ضخمة تعود بالرفاهية للمواطن .

كما ان العراق البلد النفطي الضخم ليس لديه صندوق للأجيال  القادمة ولم يتم التفكيربشكل جدي وعملي لضمان الأجيال ،  بل صرنا نسمع بين الحين والآخر ان الدولة غيرقادرة على دفع الرواتب.

العراق لديه نفقات عشوائية غير محسوبة، فلديه 88 سفارة في الخارج ، قسم من هذهالسفارات فائض عن الحاجة او يمكن دمجها ، كسفارتي هولندا وبلجيكا بعدين متقاربينالمسافة بينهما لا تتجاوز  الـ 150 كيلو متر ، بالاضافة الى ان بلجيكا ليس لديها سفارةفي بغداد  فالسفارة البلجيكية مقرها عمان في الاردن ، على غرار كثير من السفاراتالأجنبية مثل سويسرا وجنوب أفريقيا  وغيرها كلها في الاردن ولكن لدينا سفارات تصرفعليها الملايين في هذه الدول ، كما لدينا سفارة في بريتوريا  وكينيا ، وليس لدينا مصالحمعها، كما يمكن دمج سفارات الدول الاسكندنافية  الأربع بسفارة واحدة  وقنصليات . وهكذا .

الملحقيات التجارية و العسكرية  هي الاخرى فائضة عن الحاجة، وتحتاج الى ترشيد .

نفقات غير ضرورية مثل الرواتب التي تمنح للساكنين  في الخارج ، بحجة او بأخرى .

100 عام والدولة العراقية غير راشدة ، وغير قادرة على التفكير بعقلانية .   

ثمانون عام والشعارات هي الطاغية على حياة الإنسان  العراقي. فمن القومية الىالدينية  والطائفية والاضطرابات الداخلية .

100 عام والعدالة الاجتماعية غائبة عن المشهد الوطني .

ففي زمن الأزمات الدول تقف بجانب المواطن كما يحدث الان في اغلب دول العالمللتخفيف عن معاناتهم

  للأسف الدولة العراقية بدلاً ان تفكر في تقليل الأعباء عن المواطن وتوفر له أسبابالراحة  تلجأ الى زيادة الأعباء عليه  من خلال استقطاعات الرواتب او الاعتماد علىالاقتراض الخارجي او استخدام الاحتياطي الوطني او طباعة العملة كما حدث ابانالدكتاتورية .

كل هذه حلول ترقيعية وهي تنم عن تفكير دولة هواة ، الدول المحترفة هي الدول التيتقدر قيمة القرش الأبيض.

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *