كتب : د. حيدر الحسيني
تواجه الدول حرباً غير مسبوقة مع عدو أصغر من البشر بخمسة مليار مرة لكن تزامنا مع الحرب العالمية ضد كورونا، يوجد حرب آخر بين أمريكا و الصين على عرش العالم
الحرب الأمريكية – الصينية قد بدأت منذ فترة لكن بشكل خفي و من ثم ظهرت بشكل علني منذ الخلاف حول سياسة شركة هاواوي في اوروبا و أمريكا
أزدياد هذا الخلاف مرتبط كليا بسرعة التطور التكنولوجي و الأقتصادي الصيني امام النمو البطيئ للأقتصاد الأمريكي في السنوات الأخيرة. تتخوف أمريكا من سرعة هذا النمو كون سرعة النمو الأقتصادي يحدد سرعة السيطرة على النفوذ الصيني في فرض السياسة العالمية و فرض ارادات على اغلب الدول المديونة. بأختصار، هو حرب على من يحكم العالم سياسيا و اقتصاديا و طبعا تقنيا
مع استمرار هذا الخلاف و بداية انتشار فايروس كورونا، بدأت بعض الدول الغربية بشكل عام و أمريكا على لسان رئيسها بشكل خاص تستخدم مصطلح “الفايروس الصيني” بدل من “كورونا” تزامنا مع تشبيه الوضع الحالي من قبل تلك الدول “بالحرب العالمية الثالثة”
ناهيكم عن لبس للبدلة العسكرية من قبل بعض كبار المسؤلين في الدول الحليفة لأمريكا
في عالم السياسة هذه أشارات ترمز لرسائل سياسية تهيئ لمرحلة مابعد كورونا او “الفايروس الصيني”؟
ما يجعل الصين متقدمة أقتصاديا على أمريكا هو أمتلاكها الفائض الأول عالميا و كونها الأول بمنح القروض الدولية. هذا الفائض و تلك القروض تجعل من الصين دولة صاحبة ادوات قوية تستخدمها للتدخل في فرض سياسية معينة على الدول المديونة
مرحلة ما بعد “الفايروس الصيني” تكون مرحلة أيجاد مبرر لتجريم الصين دوليا كونها كانت السبب بأنهيار اقتصاد لأغلب الدول العالم. ستستخدم الدول المديونة هذا التجريم لتوكل الولايات المتحدة أن تكون “المحامية” للدول “المتضررة” و على الصين أن تختار أحدى الخيارين لا ثالث لهما
أما أن تدفع لتساعد الدول المتضررة من “الفايروس الصيني”
أو
أن تسقط الديون المتراكمة على الدول المديونة
في تلك الحالتين، تجرد الصين من أمتلاكها الفائض الأول عالميا و “ستحرر” الدول من الديون الصينية بفضل “المحامي” الكبير (العم سام).