محمد السيد محسن

كتب محمد السيد محسن
………
ليس خطأً ان تتعدد التحالفات في البلاد الواحدة ، وتتعدد مشاربها ، لتنهل البلاد اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً من مشارب مختلفة ، وعرفت الجمهورية العربية السورية في زمن رئيسها حافظ الأسد منذ الحركة التصحيحية مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتى وفاته في بداية التسعينيات بتعدد المحاور ؛ لكنه أي الأسد كان معروفاً انه ينتمي للمعسكر الشرقي السوفيتي ، ولم يمد يداً مع المعسكر الرأسمالي الأمريكي ، وان امتدت له يدُ لم يرفضها. فضلا ان سوريا كانت بلداً مستقلاً لا يستورد قراره من وراء الحدود.
من يشبهنا؟
الرئيس الفرنسي ماكرون سيصل الى بغداد للإشراف على توقيع عقد “مترو بغداد” ، فيما نطالب الولايات المتحدة الامريكية ان تزودنا بسلاحها وفق اتفاقية الإطار المشترك ، ومع بريطانيا نوقع بروتوكولات تعاون علمي مع جامعات في لندن وكاردف ومانشستر، ونتكئ على ايران في غذائنا وصناعتنا وغزت السيارات الإيرانية شوارعنا ، وهناك من يزعم ان كل تاجر عراقي يجب ان يشتري ب 30% من قيمة صفقة المنتوجات الغذائية المستوردة من ايران ببضائع صناعية.
ومن روسيا هناك مطالبات ملحة للتزود بمنظومة صواريخ ردع على غرار ما تم في سوريا او تركيا.
والى الصين أوفدنا الحكومة بمعظمها ولم نترك الا بعضها لنتفق على ما سنأخذ منها .
وفي سياستنا نخشى سياسة المحاور ، ونحب ان نسير مع الجميع بخطوة الواثق ولا ننتمي لحلف دون اخر .
نحترم المملكة العربية السعودية ، ونروج من خلال قنواتنا الإعلامية الرسمية عدم قناعتنا بحربها في اليمن ، ونتهم عقيدتها الوهابية بانها سبب دمار بلادنا وقتل ابنائنا.
نتقدم بشكوى ضد الرئيس السوري بشار الأسد للأمم المتحدة بتهمة تسريب الإرهاب الى بلادنا ورعايته لقتل أبنائنا ، ثم ندافع عنه في حربه مع معارضيه ونرفع شعار “أمن العراق وسوريا” ، فتسيل دماء أبنائنا خارج الحدود.
ننعت الولايات المتحدة بالقوة المحتلة ، ونطلب منها اعانتنا في القضاء على الإرهاب ، ولولاهم ما كنا قد انتصرنا لانهم هم من نفذ الطلعات الجوية التي حسمت المعركة ، وكان جهدهم لا يقل شأناً عن دماء أبنائنا التي سالت من احل تحرير الأرض المغتصبة التي فرط بها قادتنا فقط لانها لم تكن أراضي “شيعية”.
يتحدث متخصصون ان أسلحتنا من حلف وأرشو وعتادنا من حلف الأطلسي ، خططنا بريطانية ، وعقيدتنا إيرانية ، سياستنا الاقتصادية رأسمالية، وخبراؤنا اشتراكيون بامتياز.
نوقع عقودنا النفطية مع شركات صينية وتركية وروسية بعد أخذ الموافقة من شركة “هاليبرتون” الامريكية.
وفي عقر دارنا يحكمنا إسلاميون لا يحترمون الفنان العراقي ولا يدعمون ابداعه ، فيما يستقبلهم القادة المعممون ومن ينتمي لسنتهم ، ليأخذوا معهم “سيلفي” وينشروها على صفحاتهم في منصات التواصل الاجتماعي
المتدينون في بلادنا هم من يرعى دور البغاء ، ومواخير اللهو، وصالات القمار.
أصحاب القرار لدينا يسحبون سنة السياسة وراءهم ولا يحترمونهم ، فيما يركعون لاكراد السياسة ويسمحون لهم بالغي والتعدي وعدم احترام سيادة الوطن.
لدينا سياسيون يتقاضون رواتبهم الشهرية من إلخزينة العراقية ويأخذون أوامرهم من ايران وتركيا والسعودية وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ..وربما بعد حين من الصين…
وفوق كل ذلك يختلف ساستنا حول إسرائيل فلا تعتبر في موضع العداء الا في اخر جمعة من رمضان او فقط حين تتعرض ايران الى اعتداء.
في شوارعنا صور لقادة من كل أنحاء العالم .
دستورنا ينص على اننا دولة مدنية ، وكثير من مدننا تعيش تحت سطوة الشريعة الإسلامية.
من نحن؟
اين نحن؟
بيد من قرارنا؟
الى أين نسير؟
alsaidmohsin@gmail.com

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *