المجرب لا يُجرب
بقام : امير الخطيب
جملةٌ نالت صداً واسعاً و استحوذت على إستحسان الإسلاميين وغير هم ، كونها لوح نجاة باعتقاد كثير من العراقيين للخلاص من الفاسدين ، وقد أُولت بطرق شتى كلٌ حسب مزاجه.
وكان الجميع يعتقد بصوابية تفسيره بسبب صمت المرجعية واحجامها عما تريد بهذه الكلمةً فتركت تفسيرها على عاتق العراقيين ، كنت واحداً من الذين فهمها بطريقته، أي عليَّ أن لا انتخب أشخاصاً أو أحزاباً مجربين، لانه الفهم الأقرب لقناعتي آنذاك .
تبدلت قناعتي بعد ذلك بناءاً على ما آلت اليه الانتخابات ونتائجها .
يبدو ان المرجعية أرادت أن تُشير لإننا قد جربنا الانتخابات مراراً وتكراراً دون جدوى ، فلا تغيير ، فقد بقيت الوجوه على حالها مع تغيير بالمسميات واسماء الكتل والأحزاب !
أكثر من ١٠٠ نائب بقوا في مقاعدهم مع احتفاظ البعض الاخر بمناصبهم واستحوذوا على السلطة متقاسمين مع بعضهم البعض منذ ٢٠٠٤ الى يومنا هذا !
الأحزاب والتيارات منذ ٢٠٠٣ هم المسيطرون على المشهد السياسي ، وربما التغيير الوحيد الذي طرأ هو تفريخ وانشطار الأحزاب والتيارات الى مجاميع اخرى وباسماء جديدة لكنها تمسكت بنهج المكاسب الشخصية و التحاصص .
لا بد لنا ونحن نراقب المشهد عن كثب ان نبحث عن حلول بديلة. مثل ماذا؟
ومن نافلة القول الإشارة الى ان زمن الانقلابات العسكرية و الدكتاتوريات الحزبية والقائد الأوحد قد ذهب دون رجعه ، وذلك لأسباب. المجال لذكرها في هذا المقال، اذا ماذا علينا ان نعمل اليوم.
نحتاج الى ثورة شعبية(لا شعبوية) تقودها النخب المثقفة لقلع السراق والمشعوذينوالبدء بتشكيل حكومة مؤقتة وتحديد موعد لانتخابات جديدة ونزيهة وخالية من أي رائحة للحكومة السابقة،
فالشارع لا يثق بالذين مارسوا العمل السياسي الحكومي سواء من الفاسدين او الفاشلين
فإذا كان الشعب يرى في نفسه القدرة على نزع ترسبات العبودية والخنوع من داخله ورفض ثقافة القطيع ، عندئذٍ سيكون هناك مستقبلاً مشرقاً لهذا البلد وان كان العكس فعلى مستقبلنا ومستقبل من اجيالنا القادمة السلام .