كتب : علاء الخطيب

إيهٍ ارض العراق ماذا لو تنطقين ، كم حوى بإطنك من اجساد استغاثت ثم لفظت انفاسها بينما يهيل الجلادون التراب على أجساد الضحايا .
أم تحتضن وليدها لعلها تدفع عنه الموت وشاب يحنو على عجوز ربما يكون سدا منيعاً له كي ينقذه من النهاية المفجعة، يتشبثون بالحياة وهم يعلمون ان القتلة لا رحمة في قلوبهم وان المقابر الجماعية بانتظارهم .
غيض من فيض من اثار الجريمة للنظام الصدامي القذر ، اطفال ونساء وشباب يدفنون احياء ، ليس لشيء سوى لشهوة القتل والتفنن في طرق الموت في نفوس أبت إلا ان تكون قذرة منحطة ، لا ذنب لهم سوى انهم عراقيون ، ولدوا على ارض هذا الوطن الموبوء بالموت والتسلط ، يا لها من حقيقة صادمة لكل الذين يتبجحون بالقتلة ويصمتون ، يا له من خزي لأولئك الذين يتبجحون. ( بالحكم الوطني ) صامتون كالقبور امام ضمائرهم الميتة وعم يدعون الوطنية وكأن الوطنية مجزأة .
ساعة يد لاحد الضحايا تشير الى زمن الجريمة ووقتها ، وبقايا لعب اطفال شهدت على براءة ضحايا المجرمين ، كما شهدت على وحشية النظام الساقط الذي ينتقم من زهور لم تينع يعد.
تهرب مني كل الكلمات وتخونني شجاعتي وانا انظر الجماجم والعظام ، كم من الأحلام تحطمت بفعل المجرمين وكم من الطموحات وأدت في هذا الوطن ، انها الجريمة.
إنه الوطن المؤود بسيف الدكتاتورية والتسلط .
فليس من جريمة اعظم في هذا العصر سوى انك عراقي ، حينها تكون حياتك مستباحة لا حرمة لك .

انتم يامن ستظهرون بعد الطوفان الذي غرقنا فيه، حينما تتحدثون عن ضعفنا. تذكروا الزمن الأسود الذي نجوتم منه” ( برتولد بريخت / كاتب مسرحي ألماني )

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *