عقد المركز الثقافي العراقي في المملكة المتحدة، ندوةً بعنوان (الذكاء الاصطناعي مستقبل الابداع والابتكار )، للمهندس والمبرمج الدكتور علي العتابي قدمته الاعلامية وجدان الربيعي ، مساء يوم الثلاثاء الموافق 2025/04/22. افتتح الندوة مدير المركز الثقافي العراقي في لندن الاعلامي الدكتور عبد الحميد الصائح بكلمة قصيرة رحب بها بضيوف المركز في اول نشاط ثقافي بادارته بعد تسلمه مهامه مديرا للمركز ،
بيت العراقيين في لندن
اشار الصائح في كلمته إلى أن المركز الثقافي هو البيت الأكبر لكل المنتديات والبيوت الثقافية العراقية في بريطانيا والمنصة الجامعة ليس فقط لعراقي المهجر وانما لكل المبدعين من داخل العراق ايضا لافتا الى بعض فقرات البرنامج المقبل المتثل باعمال مشتركة مع مؤسسات وجامعات بريطانية بهدف تكريس الثقافة العراقية العريقة والاصيلة التي ساهمت عبر مراحل مختلفة في التاثير على مجتمع بريطانيا في نواح عدة. مقدمة الندوة وجدان الربيعي تحدثت في افتتاح المحاضرة الى اهميتها من حيث التطور السريع الذي يشهده العالم مستعرضة سيرة المحاضر الذي عمل في جامعات ومؤسسات بحثة وتقنية وقاج فرقاً مختلفة كاستاذ ومدرب في هذا المجال ،
نشاة وتطور الذكاء الاصطناعي
ثم بدا الدكتور المهندس والمبرمج علي العتابي ندوته حول الابداع والذكاء الاصطناعي حديثه عن حكاية هذه التقنية المعقدة التي دخلت طورا من الإدهاش والتحولات وهندسة البرمجيات وانظمة الذكاء الاصطناعي و نشأة مفهوم الذكاء الاصطناعي وكيف تطور الى حد وصوله ليومنا هذا ، مستعرضا ابرز التحديات التي سوف تواجهنا في المستقبل القريب . مشيرا الى مباديء اساسية في تلك الانطلاقة تبدا من تعريف الإبداع بوصفه القدرة على إنتاج أفكار أو حلول جديدة، أصلية، وذات قيمة، غالبًا من خلال التفكير غير التقليدي أو ربط مفاهيم بطرق غير مألوفة.والابتكار الذي هو تطبيق الأفكار الإبداعية لخلق منتجات، خدمات، أو عمليات جديدة أو تحسين ما هو موجود بطريقة عملية ومفيدة. و ان الإبداع والابتكار معاً ينبعان من مجموعة متنوعة من المصادر التي تغذي التفكير الجديد وتحفز تطبيق الأفكار العملية: الخيال والتجربة الشخصية، الملاحظة والإلهام من البيئة، التعلم والمعرفة، التفاعل والتعاون.
وبعد لمحة تاريخية عن الذكاء الاصطناعي والإبداع منذ تكون العقل البشري ثم الفلسفة القديمة حتى مرحلة الخمسينيات ثم الثمانينياتالتي اكتمل فيها انشاء أنظمة قائمة على القواعد، ثم مرحلة بين التسعينياتحتى 2010 التي اعتبرها بداية تعلم الآلة. كيف يمكت تعليم الالة وضخ المعلومات لها وانشاء ذاكرة فاعلة لها ، ثم تحدث عن الواقع الحالي وما اسماه بانشاء الشبكات العصبية والنماذج اللغوية الكبيرة.
كيف تعمل النماذج اللغوية الكبيرة
يقول الدكتور علي العتابي ان النماذج اللغوية الواسعة التي اسست عليها الشبكة العصبية التقنية قامت على ثلاثة مناهج لتعليم الالة :
التعليم تحت الاشراف
التعليم التعزيزي
التعليم بالاشراف الذاتي
مشيرا الى أن قلب هذه النماذج هو آلية الانتباه (Attention)
المثير في الأمر كما يرى العتابي أن النماذج الكبيرة تظهر سلوكيات غير متوقعة—كالترجمة، والتفكير المنطقي، وحتى البرمجة—دون تدريب مباشر على هذه المهام.فهذه النماذج تستطيع أداء مهام لم تُدرّب عليها مباشرة. كأن تحل مسائل رياضية بسيطة، أو تترجم بين لغات، أو تكتب أكواد برمجية. هذه القدرات تظهر من تلقاء نفسها عندما يكبر النموذج بما فيه الكفاية.
قدم العتابي في سياق محاضرته امثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة والقانون والعلوم ونماذج من مساهمة الذكاء الاصطناعي في الفنون والاداب والموسيقى والترفيه، مشيرا ان للموجة الحالية من ابتكارات الذكاء الاصطناعي الإبداعية آثار فلسفية عميقة. تتحدى هذه الأنظمة الحدود التقليدية بين الإبداع البشري والآلي، مما يثير أسئلة حول طبيعة الإبداع نفسه.
اخلاقيات التعامل مع الذكاء الاصطناعي
كما تحدث الدكتور العتابي في محاضرته قائلا : كلما اصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي الإبداعية أكثر قوة وانتشارًا، اصبحت الاعتبارات الأخلاقية أكثر أهمية. فربما تكون أكثر الظواهر إثارة للقلق في نماذج اللغة الكبيرة هي ظهور سلوكيات تشبه الوعي—تصريحات وسلوكيات تبدو وكأنها تشير إلى نوع من الوعي الذاتي أو الخبرة الذاتية. تصر معظم علماء الأعصاب وفلاسفة العقل على أن هذه النماذج لا تمتلك وعيًا حقيقيًا، ومع ذلك فإن قدرتها على محاكاة سلوكيات تشبه الوعي تثير أسئلة فلسفية عميقة
ظاهرة مقلقة أخرى في نماذج اللغة الكبيرة هي ميلها إلى عكس وتضخيم التحيزات الموجودة في بياناتها التدريبية. نظرًا لأن هذه النماذج تتعلم من نصوص كتبها البشر، فإنها تلتقط التحيزات الاجتماعية والثقافية المضمنة في تلك النصوص—سواء كانت تحيزات عرقية أو جنسانية أو سياسية أو غيرها. في الوقت نفسه، يثير صعود الذكاء الاصطناعي الإبداعي أسئلة حول ما إذا كانت حتى هذه القدرات البشرية المميزة على ما يبدو يمكن في النهاية محاكاتها أو استبدالها بواسطة الأنظمة الآلية. إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكنه كتابة الشعر، وتأليف الموسيقى، وتشخيص المرضى، وتقديم المشورة القانونية، فما الذي يبقى فريدًا للبشر؟
الهلوسة الاصطناعية
اشار المحاضر الى أن أحد أبرز المشكلات التي تواجهنا مع الذكاء الاصطناعي هو “الهلوسة”—عندما يخترع الذكاء الاصطناعي معلومات خاطئة لكنه يقدمها بثقة. قد يختلق أحداثًا تاريخية، أو يقتبس مقولات لا وجود لها. الهدف ليس الخداع—بل محاولة تقديم إجابة تبدو منطقية. وقال العتابي احيانا تبدو الهلوسة امنة كأن تسال الذكاء الاصطناعي اين ولد الجواهري مثلا فيجيبك في مراكش أو المدينة المنورة ـ لكن الأخطر في الأمر كما حدث في بلدان أخرى في إعطاء معلومات عن جريمة معينة أو اتهامات لشخص بماليس فيه لأغراض معينة ما يعدّ هلوسة يمكن السيطرة عليها بالتحقق من خلال وسائل اخرى .
واضاف ان الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة، لكنه لا يزال أداة ذكية، مرنة، السؤال الحقيقي ليس: “هل ستحل الآلة محلنا؟” بل: “ما نوع المبدعين الذين سنصبحهم حين نستخدمها”
المحاضرة اثارت الكثير من الاسئلة والمداخلات من قبل الحاضرين وطرحت افكار اساسية تتصل بدور المجمتع العربي في الذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منها في المؤسسات التعليمية والتجارية ، والجانب التجاري واثره على تطور التقنية العلمي ، بالاضافة الى توقع الثورة العلمية التي يحدثها ادخال الذكاء الاصطناعي الى التعليم والصحة والخدمات الانسانية .