مع بزوغ أول شمس لطوفان الأقصي في السابع من أكتوبر ولدنا من جديد
رأينا الحياة بصورة جديدة ومنطق مختلف تماما
بداية بفرحة النصر وفخر الإنتصار مرورا بكل مايحدث في غزة من إبادة جماعية وحشية وتطهير عرقي واضح وصريح
رأينا المجازر والأشلاء والدموع والبكاء وألم الفقد وحسرة الآباء ،ورأينا الصبر والجلد وقوة الإيمان لنكتشف كم نحن صغارا أمام كل هذا
تبدلت المعايير لدينا كثيرا وتبدلنا معها
اكتشفنا اننا بشر فقط مجرد بشر وأنهم فرسان أبطال من عالم خيالي يشبهون البشر لكنهم أرقي وأسمي وكأنهم من كوكب آخر و زمن آخر يفقد الشخص منهم بيته وماله وولده وأحبابه لتجده يقول برغم جرحه وألمه فدي تراب الوطن
وتجد الأم المكلومة التي فقدت عدد من. الأبناء برغم جرحها الكبير الذي لايمكن أن تصفه الكلمات تقول بكل قوة وإيمان فدي الأقصى
حتي الأطفال الصغار الذين عاشوا مايفوق طاقتهم يتحدثون بقوة وعزة ويقولون الحمدلله
نتابعهم من خلف الشاشات وقلوبنا تتمزق من الألم ولانعرف كيف يتحملون كل ذلك كيف يعيشون بين كل هذا الموت والدمار
من هؤلاء هل هم من زمن الصحابة والتابعين وكيف أصبحوا كذلك
ولكن لماذا أتعجب فهذا هو حال أهل القرآن
إنهم أهل إيمان وأصحاب عقيدة راسخة منذ نعومة أظافرهم وهم بين أحضان المساجد يتعلمون كلام الله ورسوله ،نشأوا علي العزة وحب الجهاد والبذل والتضحية من أجل تراب الوطن
لقد أذهلوا العالم بثباتهم وقوة إيمانهم والرضا برغم ماهم فيه من إبادة وقتل وجوع وألم وحصار
لقد ولدنا علي أيديهم وتعلمنا منهم في أيام معدودة مالم نتعلمه في عمرنا بأكمله
الأمر الذي سنظل مدينين لهم به دائما وأبدا
لنشعر بالخجل من أنفسنا ومن همومنا ومن ضعف إيماننا
لقد رأينا الدنيا بحجمها الحقيقي ورأينا أن ماكنا نعتقد يوما أنها إبتلاءات ترهقنا وتشقينا ماهي إلا منغصات حياتية بسيطة
كالذبابة التي تضايقنا وكلما ابعدناها تأتي مرة أخري لتعكر صوف مزاجنا وتفقدنا بعض التركيز والإستمتاع بما نفعل
في حين أننا نجد أبطال غزة وهم فاقدين أبسط وأهم أسباب الحياة من أمن وماء وطعام ونراهم في إيمان ورضا وثبات فاللهم بارك لهم وزدهم إيمانا وثباتا واجعلنا مثلهم
الهم والبلاء في بعض الأحيان يجعل الإنسان يتساءل لماذا وإلي متي وأحيانا إذا كانت عقيدته غير قوية يضعف من إيمانه وثباته ولكن هم برغم كل ماهم فيه مازادهم البلاء إلا إيمانا وجلدا لنري ونفهم المعني الحقيقي للعبودية والتسليم لأمر وقضاء الله والذي هو دائما خير
لقد تعلمنا من إيمانهم وتأدبنا من بلاءهم وتبدلنا بهم وولدنا مرة أخري علي ايديهم ليكن لنا ميلادا جديدا بميلاد طوفانهم