علاء الخطيب / الشارقة
تحت هذا العنوان. المثير و على شاطئ الممزر الهادئ بامواجه الزرقاء ورماله الذهبية يفتتح سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم اماراة الشارقة معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 42 , هذه التظاهرة الثقافية العالمية، و الحدث الحضاري الاهم عربياً وعالمياً .
الحدث الاستثنائي الذي تحتضنه الشارقة، الذي يشهد هذا العام أكبر مشاركة منذ تأسيس المعرض عام1981، لم يكن عاداً بكل المقاييس بدأً من عنوانه ” نتحدث كتباً” وليس انتهاءً بعدد الدول المشاركة التي بلغ 108 دولة ولا بعدد دور النشر والعارضين الـ 2033 و لا حتى بالفعاليات التي سيشاهدها زوار المعرض، ولكن بعدد عناوين الكتب المليون ونصف المليون عنوان ، وعدد الضيوف من كبار الشعراء والروائيين و الكتاب والفنانين، والاعلاميين الذ ي يصعب اجتماعهم في مكان واحد .
معرض الشارقة الدولي للكتاب نافذة انسانية مختلفة ، تحاكي العقل ، والروح ، فيها المتعة البصرية والروحية والجمالية ، نافذةٌ تعرفك
على ثقافات الشعوب، وانماط الحياة ، التي تنصهر في بوتقة الشارقة لتنتج تلاقحاً ثقافياً فريداً .
يستضيف المعرض ” كوريا الجنوبية ” بلد الزهرة الابدية كضيف شرف لهذه الدورة ،للوقوف على اهم ملامح وتاريخ الادب في شبه القارة الكورية واشكال الفنون الشعبية والرقصات، والعادات والتقاليد الكورية الجنوبية ، والعلاقة الكورية بالعالم العربي، التي اخذت بالتنامي في العقود الاخيرة ، كما سيضعنا المعرض في اجواء الترجمات البينية بين كوريا الجنوبية والعالم العربي والتعرف على اهم الكتاب والمثقفين في هذا البلد الاسيوي المهم ، بالاضافة الى الندوات والمحاضرات للاطلاع على ثقافة الطفل هناك ، وثقافة الطهي في المطبخ الكوري .
وسيلتقي زوار المعرض بمشاهير الفنانين ونجوم المجتمع العربي والعالمي، كالفنان “كاظم الساهر” الذيسيحضر محاضراً وليس مطرباً هذه المرة ، وكذلك سيتلقي جمهور المعرض بالاعلامي المصري الشهير. ” باسم يوسف ” والكاتبة الجزائرية ذائعة الصيت ” “احلام مستغانمي” والروائي الليبي شخصية العام الثقافية “ابراهيم الكوني، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير وإثراء المشهد الثقافي والأدبي العربي و العالمي، وجهوده الجليلة في تصدير صوت الأديب العربي إلى العالم، حيث ترجمت أعماله الأدبية إلى أكثرمن 40 لغة، وتدرس عدد من مؤلفاته في مناهج جامعات أوروبية وأمريكية ويابانية، وغيرها من جامعاتالعالم.
كما سيحتفي المعرض بمجموعة كبيرة من الحاصلين على جائزة نوبل للاداب. إذ يجمع المعرض 127 ضيفاًعربياً ودولياً من 33 دولة للمشاركة في 460 فعالية ثقافية، تشتمل على جلسات وقراءات وورش عمل،وقصص حول تجارب إبداعية في مختلف فنون الإبداع والكتابة.
ومن أبرز الأسماء الأجنبية المشاركة في المعرض هذا العام الكاتب الكندي مالكولم جلادويل، الممثلة الهندية كارينا كابور، مؤلفة كتاب: “دليل كارينا كابور للحمل“، توماس إريكسون، والكاتب والروائي البريطاني الباكستاني محسن حامد، وول سوينكا، فاتسلاف سميل، رائدة الفضاء الأمريكية سونيتا ويليامز، سوامي بورنا تشيتانيا، والكاتبة الهندية مونيكا هالان.
وللمسرح بصمته في معرض الشارقة ، فكما عودتنا هذه الامارة الهادئة الناطفة بالحب والجمال، سيكون هناك عروض مسرحية مميزة.
وللطفل مساحته الخاصة في المعرض ، وسيتم تقديم قائمة رائعة من الأنشطة والعروض على مدار ايام المعرض ، من الجلسات القرائية وورش عمل لمؤلّفين ورسّامين للأطفال، إلى عروض مسرح العلوم وغيرها.
وتتميز الدورة الـ 42 بمعرض تاريخي يقام لأول مرة، بالتعاون مع جامعة ” كويمبرا” البرتغالية ، يضم 60 قطعة من مقتنيات أثرية، من بينها مخطوطات وكتب نادرة وخرائط وأدوات بحرية وقطع فنية، في مبادرة تعكس عمق العلاقات الثقافية بين البرتغال والحراك الثقافي في الشارقة، والتي عزّزها حصول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على الدكتوراه الفخرية من الجامعة في عام 2018، كما يشمل المعرض سلسلة مؤتمرات تستضيف مؤرخين بارزين لمناقشة جوانب مختلفة من التاريخ البرتغالي في المنطقة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب هو ثالث اهم المعارض الدولية المتنوعة ، وهو عالم معرفي واسع لاقتناص فرص التفاعل والانفعال مع الكتّْاب والمثقفين .
وهو بحق منبراً عالياً وبارزاً للنخب الثقافية والادبية في العالم العربي.