لم يفصلنا عن انتخابات مجالس المحافظات الا شهرين ونص تقريباً ، وقد اكتملت التحالفات  ووضعت الاحزاب اوزارها  وانشغلت الكتل بالتعبئة الجماهيرية ، الا  تحالف الانبار الذي فقد قواعده  و لازال يعاني من التشضيات و الانشطارات، بعد ذاب الثلج وبان المرج، وانكشف الغطاء وضاقت الارض على اصحاب المصالح الضيقة .

كان الخوف والتوجس يرافق تشكيل تحالف الانبار الموحد ،  خوف بعودة عدم الاستقرار و الاضطرابات فيالمدينة التي شهدت قفزة في الاعمار والاستقرار .

وراحت بعض القوى القديمة التي فقدت مواقعها ومصداقيتها الجماهيرية تتكتل في مجموعة حالمةبالعودة  الى السلطة من نافذة  مجلس المحافظة .

  اطلقت على نفسهاتحالف الانبار الموحدوالحقيقة تقول ان التحالف  غير موحَّد إلا في الخصومة لجهةواحدة وحزب واحد الذي يتزعمه  رئيس البرلمانالحلبوسي ” .

تحالف الانبار يضم مجموعة  غير متجانسة من السياسيين القدماء ، المتجمِّدون على معادلة لم تعد صالحة لجيل شبابي لفظ الطائفية والشعارات المخادعة .

لم يتمكن هذا التحالف من  اقناع بعض اعضائه ، فضلاً  عن  الشارع الانباري  بانه البديل المناسب، سيماوان بين صفوفه مجموعة من الفاسدين والفاشلين ، فقد رفضت مجموعة منضوية تحت هذا التحالفالاستمرار معه ، وقد علمت بالنتيجة مسبقاً .

تحالف الانبار مات  سريرياً رغم جرعات الحياة التي دست له من قبل الزعامات المنتهية الصلاحية ، الا ان هناك امراض مستعصية في جسد هذاالتحالف   لا يمكن علاجها.

فلا يمكن ان يمسح تاريخ  زعاماته السياسية ، كما لايمكن تغيير نظرة الانباريين لهذه الزعامات ، فقد ارتبطاسمائهم بالخراب والدمار  والتشريد ، والنازحين والمغيبين.

فكانوا سبباً لمأساة شعب ، لازال البعض منه يسكن المخيمات ، ولا زالت جروحه لم تندمل بعد .

ناهيك عن ان الجيل الذي كان يناصرهم ويدعمهم قد اصبح هرماً ، لا يقوى على مجاراة الشباب الذين لهمتطلعاتهم و ايقوناتهم الخاصة.

لقد تغيرت الانبار. ولم تعد كما كانت ، سنين مضت وافكار تبدلت ، ومعادلة جديدة ولدت .

وعلى زعماء التحالف ان يفهموا ان البيض لن يلاعبنهم  وان زمانهم قد ولى ، وان الحياة تتقدم والزعاماتتتبدل ، ودوام الحال من المحال . وبمواعيد الانبار كما كانت   

كان الصراع بين  من يحكم بغداد والانبار ، وهذا ما ساهم في اقناع القواعد الجماهيرية انذاك بالتظاهرونصب المنصات ،  واليوم ذاب الثلج وبان المرج ، فالصراع ليس من اجل الناس بل من اجل المصالحالشخصية ، وقد اتضح ذلك جلياً بالانشقاقات والانسحابات  مثلما انسحب المحلاوي ، والتباين في المواقف  والاشتباك بالايدي ، كما حصل بين طلال الزوبعي و احد اعضاء تحالف الحسم .

لقد انتقل الصراع من شعارات الحفاظ على حقوق المكون  الى الحفاظ على المصالح والامتيازات لزعماء  انتهت صلاحيتهم واصبحوا من الماضي .

  لامكان  لقادة الفوضى في الانبار فقد قال الانباريون كلمتهمكش ملكانتهت اللعبة و ولى زمن الفوضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *