حروب من أجل السيطرة
كتب: د. حيدر الحسيني
العالم يشهد عدة حروب عالمية اما عسكرية او تكنولوجية او اقتصادية من أجل السيطرة على مصالح الآخر او السيطرة على ملفات تكون مثمرة من أجل السيطرة لحماية مصالحهم.
الصراع الأمريكي الأيراني أحد الحروب الباردة (في الوقت الحالي) تدار من أجل السيطرة فأمريكا تريد السيطرة المطلقة على المياه الدافئة و تأمين مصدر الطاقة اما ايران قد بدأت بجمع ملفات كملف اليمن شمال السعودية أحد اهم حلفاء أمريكا (الضامن للطاقة) و حزب الله شمال أسرائيل (الطفل المدلل) و الملف السوري بالأضافة الى حلفائها داخل العراق و الخليج.
ايران ايضا تمتلك السيطرة على سواحل الخليج من خلال سيطرتها على الجزر الثلاث و المعبر الأكثر حيوية في العالم (مضيق هرمز) الذي يعتبر المغذي للطاقة في العالم.
من جهة أخرى أمريكا تمتلك السيطرة على سوق النفط و سوق السلاح و طبعا السيطرة على أحد اهم قطاع حيوي في العالم و هو سوق التكنولوجيا فأمريكا أثبتت من خلال الأيام القليلة الماضية أن تقدم التكنولوجي السريع و المخيف للتنين الصيني ممكن ايفاقه او الحاقه بضربة قاضية من خلال ايقاف نظام تشغيلي واحد فقط (اندرويد).
الصين أيضا حاولت ان تلعب في ملفات متعددة من خلال رفع الضرائب على المستوردات الأمريكية و توعية الشعب لأستخدام المنتج الصيني
ألمانيا مثال آخر على فرض السيطرة الأقتصادية من خلال تعريف العملة الموحدة (يورو) بعد فشلهم للسيطرة على اوروبا من خلال بدء حربين عالميين عبر التاريخ.
الأمثلة كثيرة و لا يسع لمقالة واحدة جمع الوقائع الماضية و الحاضرة في واقع الحروب من أجل السيطرة لكن السؤال الأهم هنا؛
أين العرب من كل هذه الحروب؟
أن الله عز و جل أهدى لهذه المناطق نعمة النفط الذي يعتبر مصدر الطاقة و المشغل لماكنة الأسواق السلاح و التكنولوجية و الأقتصاد بصورة عامة يعني بأختصار، العرب تمتلك السلاح الفتاك الذي يسيطر على حروب السيطرة لكن ما حدث هو اقناعهم بأن هذا السلاح ممكن الاستغناء عنه عن طريق الطاقة الشمسية و النووية و الكهربائية و غير ذلك
و كان دور العرب هنا أن بدل استخدام هذه النعمة الألهية و فرض ارادتهم و سياستهم، قامو بجلب الأجنبي بأرادتهم و تخلو عن كرامتهم حتى يسيطر على سلاحهم الوحيد الرباني لكي يخسروا اكثر من ما هم خسروا و حصروا أنفسهم أكثر في خانة الذل و الأهانة اليومية من قبل الطبقة الحاكمة السياسة و الأقتصادية في الغرب و الشرق.
أما الآن أصبحت هذه النهضة العربية و تطبيق شعارات العروبة من أجل الاستعانة بالكرامة المفقودة شبه مستحيلة و النتيجة أنهم أصبحوا محاربين لأي نهضة عربية او اسلامية تدعو لكسب جزء من الكرامة المهدورة و مقاومة الغطرسة العالمية.
فالعرب اصبحو كالنساء في سوق النخاسة و بينهن امرأة حرة اما ان يتحرروا جميعا او يجبروا النخاس ان يمسك بالحرة و يجعلها جارية حتى لا يكون هذا السوق رمز للأستعباد و لا النخاس رمز للظلم و الأستبداد بل على سوق النخاسة ان يصبح مثالاً للمعيشة الراقية و الأجود للرفاهية و النخاس هو الأحرص لأحتواء الجواري و الدفاع عنهن امام جشع الأحرار
حيدر الحسيني