كتب … علاء الخطيب
يبدو ان الولايات المتحدة تتخبظ في قراراتها وخطابها السياسي, فقد انحدر الخطاب السياسي في زمن ترامب الى المستوى السوقي , وفقدت امريكا هالتها التي رسختها بين الدول باعتبارها القوة العظمى في العالم التي يخشاها الجميع, بالامس اعلنت السفارة الامريكية في بغداد عن ثروة الخامنئي وقدرتها ب 200 مليار دولار, وبخطاب غير معهود من قوة كبيرة , فقد استخدمت سفارة اعظم دولة في العالم مفردات لا تتناسب وسمعة امريكا , فقد وصفت الحكم في ايران بانه نظام الملالي وهذا كلام يفقتر للدبلوماسية المعروفة بين دول العالم , وساقت الاكاذيب في بيانها , حتى سخر منها اغلب المعلقين , فقد كان البيان مصدر سخرية من الدرجة الممتازة . فقد اعتقدت دولة العام سام ان تسويق الاكاذيب أصبحت وسيلة دبلوماسية في زمن ترامب ,متناسية ً ان مهمة الدبلوماسية هي الخطاب المنمق الذي يحتمل التأويل. وتحولت السفارة الى موقع الكتروني تافه عديم المصداقية .
واليوم أعلن موقع تابع لوزراة الخارجية الامريكية (شير امريكا) عن جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات عن تمويل حزب الله , وهذا يعني افلاس وفشل حقيقي لوكالة المخابرات الامريكية والاسرائيلية وعدم قدرتهما على اختراق حزب الله وكشف شبكات تمويله . فقد قال بيان وزارة الخارجية الامريكية ان امريكا انفقت 150 مليون دولار لاشخاص كانوا قد ادلوا بمعلومات عن اشخاص ارهابيين ومن ذمنهم من مولوا حزب الله .وكذلك وصف البيان الحزب بكلمات غير معتادة في اللغة الرسمية للدول, واصفاً اعماله بالمخططات الاجرامية.
واذا كانت امريكا ليس لديها معلومات عن حزب الله وهي تخصص جائزة بهذا الحجم لمن ينجدها باي معلومة , معنى ذلك انها مرعوبة وليس لديها معلومات كذلك عن ايران وقوتها وتحالفاتها و قنواتها المالية .
الولايات المتحدة بشخص رئيسها عرضت سمعتها الى الخطر وأظهرت للعالم بانها دولة بلطجة محكومة بمزاجية اشخاص , وكلما يقال عن مؤسستها محض كذب .
بيان وزراة الخارجية والسفارة المريكية في بغداد يدللان ان امريكا بالفعل متخبطة ومذعورة وهي تتخوف من تنتائج المواجهة مع ايران واذرعها في المنظقة , فقد عكس اليبيانان ضعف اللغة في خطاب المواجهة وعدم كفاية المعلومات التي لديها عن خصومها . فقد بدأت بترويج الاشاعات وزعزعة الوضع في المنظقة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وهي غير مدركة أن زمن علوبز قد ولى و لم تعد الناس بتلك السذاجة التي كانوا عليها حينما روجت كذبة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل.و ان مواقع التواصل ليست المكان المناسب لبيانات رسمية , كما انها على علم ان من يهدد لا يضرب ومن يكذب لا يستطيع المواجهة.