هدى زوين

لا تتم حرية الإنسان الا بأن تكون عنده الشجاعة الكافية للوقوف ازاء كل قيد يأسره، ويمنعه عن السعي لتحقيق حريته الكاملة التي تعتمد على معطيات الإنسان الذاتية، والادارة، والعقل كان عندنا قوم يعبدون الرؤساء والملوك الجابرة وولاتهم حق، ويتزلفون اليهم بكل مالديهم من تصحيف وتحريف وتضعيف كالذي نراهم في زماننا هذا من علماء الوظائف وقضاة السوء يتسابقون إلى مرضاة الحكام بتأييد سياستهم عادلة كانت أم جائرة.
بيد ان بعض الحكام والزعماء يجدون لذة في تعذيب من يخالفونهم الرأي او هم يغيرون مستقبل بلادهم إلى الأفضل او إلى الاسوأ، نحن لا نتمكن من التعبير عن عواطفنا، او من التفاعل على نحو سوي، نحن نبدي خاوين نشكو من ان أفكارنا ليست لنا نحن محكومين بقوة خارجية ما.
علينا ان نتعلم ان نحترم الفرد والسعي إلى دفعة كي يمارس فرديته ويحافظ عليها كمفهوم حضاري اساسي في المجتمع الانساني، لا بد من الاقرار بأن اي حزب سياسي يتسلط على أعضائه إلى درجة ان بإمكانه تغيير شعورهم بالعداء إلى صداقة ثم العكس بالعكس تجاه اي فرد او مشكلة.
ان العصر الحالي يتميز بالشمول ولا يمكن لأية دولة مهما بلغت قوتها ان تحيا بمعزل عن الدول الاخرى، فالشمول هو مايدعو اليه تاريخنا اليوم، نحن لم نتمكن في الكثير من الأحيان من العمل بما نؤمن به، العلم هو سبيلنا إلى النصر في معركة البقاء ، انه روح العصر الماضي، والعصر المقبل وطابعهما، به تقرر مصائرنا، وربما الخطيئة الكبرى التي ارتكبها رجال التربية والتعليم في بلادنا انهم وضعوا برزخآ بين العلم والأدب لا يبغيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *