أ.د.جاسم يونس الحريري
الخبير الدولي المعتمد في الشؤون الخليجية
في أبريل2020 أصدرت لي((دار الجنان للنشر والتوزيع))في عمان/المملكة الاردنية الهاشمية كتابا مهما بعنوان((التقارب الخليجي-الاسرائيلي بعد2003:الاسباب-الانعكاسات-المستقبل)) توقعت فيه وبالحرف الواحد((أن تقوم دولة الامارات العربية المتحدة ، ومملكة البحرين بالتطبيع مع اسرائيل وفي المرحلة اللاحقة أتوقع أن تطبع المملكة العربية السعودية لاحقا علاقاتها مع تل آبيب)). وأكدت في الكتاب أن ما يؤخر الاعلان الرسمي للتطبيع السعودي-الاسرائيلي ضغوطات التيار السلفي((الوهابي))،ووجود مناهضة قوية داخل المجتمع السعودي للتطبيع مع (اسرائيل)،وأنا أكتب هذه المقالة لفت نظري خبرا خلاصته زيارة ((أنتوني بلينكن)) وزير الخارجية الامريكي للرياض في الايام الماضية وكان من بنود الزيارة تفعيل التطبيع الاسرائيلي -السعودي. حيث تأكد لي أن((اسرائيل)) أستخدمت ((البوابة الامريكية)) لدفع الرياض لاعلان والتوقيع والانضمام الى مايسمى بأتفاقيات ((ابراهيم))كما فعلت الامارات والبحرين في أغسطس2020.وبأعتباري خبير دولي معتمد في الشؤون الخليجية لاكثر من ربع قرن أؤكد من خلال دراساتي الاكاديمية التي تناولت فيها الشان الداخلي السعودي أن التطبيع السعودي-الاسرائيلي حاصل من الاسفل الى الاعلى والامر يقتصر أن تستغل السعودية الوقت الملائم لاعلان التطبيع مع تل آبيب، وهذا الكلام ليس ضرب في الخيال، أو أفتراءات ، أو أتهنامات بدون دلائل عملية ، أو كلام بدون سوابق بل لدي بعض الشواهد على وجود أتصالات سعودية -اسرائيلية تمهيدا لتطبيع العلاقات بين الطرفين لاحقا وهي كما يأتي:-
1.وجود أتفاقية بين السعودية وشركة اسرائيلية ترمز ب((N.S.O))زودت الرياض بتقنيات تكنولوجية فائقة التطور لاختراق الهواتف المحمولة للمعارضين السعوديين في الداخل والخارج .وقد ذكرت نبذة عن تلك الاتفاقية في كتابي الموسوم((المعارضة السعودية بين الماضي والحاضر والمستقبل)) الذي صدر عن الدار الاردنية أعلاه عام2021، وقد ذكرت فيه تمكن السلطات الامنية السعودية من التسلل الى هاتف المعارض السعودي((جمال خاشقجي))بتقنيات اسرائيلية وأستدراجه الى القنصلية السعودية في أستانبول عليه للقضاء عليه في 2أكتوبر2018 التي أكدت ذلك المخابرات التركية في تسجيلات تم تسريبها أنذاك في وسائل الاعلام التركية ومنها في صحيفة ((صباح))التركية.وقد كشفت صحيفة ((يديعوت احرونوت))الاسرائيلية في يوليو2021 بدورها ان((اسرائيل زودت السعودية ببرنامج بيغاسوس واعطته للسلطات السعودية الامنية المختصة قبيل عملية اغتيال جمال خاشقجي)) ،ما يثبت التعاون الاستخباراتي بين السعودية و(اسرائيل)).
2.أشار ((دافيد هورفيتس))وهو كاتب اسرائيلي في مقالة له في موقع ((تايمز أوف اسرائيل))باللغة العربية أنه(( عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة في يوليو2022، أعلنت السعودية أن مجالها الجوي مفتوح الآن من حيث المبدأ أمام جميع شركات النقل الجوي، وورد على نطاق واسع أنهم أشاروا إلى الموافقة على رحلات جوية إسرائيلية-سعودية مباشرة إلى الحج2023)).وكانت التصريحات العلنية للقادة الإسرائيليين والأمريكيين والسعوديين بشأن خطط السفر الجوي متناقضة.((حيث أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي يئير لبيد وبايدن بما أكدا أنها خطوة أولى ملموسة للتطبيع الإسرائيلي السعودي الأوسع)). وفي المقابل، أكد وزير الخارجية السعودي((الأمير فيصل بن فرحان))أن المجال الجوي المفتوح ((لا علاقة له بالعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وأنه ليس بأي حال من الأحوال مقدمة لأية خطوات أخرى نحو التطبيع)).
3. أعلن الموقع الاسرائيلي أعلاه أنه (( زار مراسل إسرائيلي مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية في2021 زيارة تعتبر الأولى من نوعها.المراسل ((غيل تماري)) من القناة 13 الاسرائيلية بث مقطعا له وهو يقود سيارته إلى المدينة، على الرغم من أن الحكومة السعودية تمنع جميع غير المسلمين من الدخول.ويظهر تماري نفسه وهو يقود سيارته تحت البوابات الشهيرة لمدينة مكة ويتجاوز المسجد الكبير الذي يضم الكعبة أقدس مكان في الإسلام)).
للاتصال بالكاتب:- jasimunis@gmail.com