زياد الشيخلي

العقيد الركن زياد الشيخلي
أصل التسمية
جاءت التسمية للبنيقة من اللغة الفرنسية ( gorge ) وتعني الحلق ( منطقة البلعوم ) وهي مشتقة من كلمة ( Gorget ) .
الغاية منها
هي عبارة عن قطعة من القماش المقوى أو المعدن مقترنة على ذوي الياقات من الزي الرسمي ، وتستخدم في الخدمة العسكرية والمدنية في بعض البلدان. وتكون علامة للرتب العسكرية او المدنية أو الوحدة العسكرية أو الصنف للقوات المسلحة .
صنعت البنيقة في الاصل لحماية منطقة الحلق ( الرقبة ) وتكون متصلة من الاعلى بالخوذه او غطاء الرأس التعبوي مع بداية الدرع الصدري, فيما بعد تطورت حتى اصبحت توضع على ياقة الزي الرسمي للدلالة على ماجاء أنفا.
مراحل وتأريخ تطوير البنيقة
أستوحت فكرة البنيقة للاستخدام العسكري من ملابس النساء,!! وهي عبارة عن مجموعة من الكتان ملفوفة حول رقبة المرأة ورأسها في فترة القرون الوسطى . وتم تطويرها من قبل الجيوش فيما بعد لتكون طوقًا فولاذًا أو جلديًا لحماية الحلق ، أو مجموعة من قطع درع الصدر ، أو قطعة واحدة من درع الصدر معلقة من الرقبة وتغطي الحلق والصدر.
في وقت لاحق ، لا سيما من القرن الثامن عشر ، أصبحت الجورجيت مزخرفة بشكل أساسي ، حيث كانت بمثابة ملحق أساسي للزي العسكري ، وهو الاستخدام الذي نجا منه الكثير من المقاتلين في بعض الجيوش.
في العصور الوسطى العليا ، عندما كانت القلنسوة ( الخوذة) هي الشكل الرئيسي للدروع المعدنية للهيكل المستخدم في أوروبا الغربية ، كانت القلنسوة تحمي الرقبة والوجه السفلي. نظرًا لظهور المزيد من الدروع لتكملة الخوذة خلال القرن الرابع عشر ، تضمنت الخوذة ستارة حديدية مشبكة والتي كانت تحمي الوجه السفلي والعنق والكتفين.
قرب نهاية القرن الرابع عشر ، أصبحت التهديدات بما في ذلك زيادة اختراق قوة الحربة ( السلاح الابيض) عندما يقترن القتال بالحراب فدعت الحاجة الى عمل حماية للرقبة أكثر صلابة لغرض التصدي لطعنات الحراب. فكان أحد الحلول عمل لوحة من الصفيح الصلب تكون منفصلة عن الخوذة التي يمكن ارتداؤها فوق الاكتاف.
في أوائل القرن الخامس عشر ،تم دمج هذه الصفيحة الحديدية مع الخوذة نفسها لتشكيل حوض حديدي كبير لحماية منطقة أعلى الصدر والاكتاف والرقبة بالاضافة لعمل الخوذة وهو حماية الرأس.
وبحلول القرن السابع عشر ، ظهر شكل من أشكال “الجورجيت” والتي يتم ارتدائها في الاستعراضات العسكرية والتي ترمز الى نوع من القطع المدرعة المستخدمة في الملابس القتالية, وكان يستخدمها أصحاب الياقات البيضاء ( القادة ) والذين يرتدون المعطف الاحمر او البرتقالي. وكانت عبارة عن قطعة ضفيرة محفورة بشكل جميل ومذهب ومحفورة بمهارة كبيرة وبمبالغ غير قليلة حيث كانت من الذهب, وتدريجيا أصبحت البنيقة ” الجورجيت” أصغر وأصبحت أكثر رمزية.
في وقت مبكر من عام 1688 ، نصت اللوائح في الجيش السويدي على ارتداء البنيقات ” الجورجيت” على شكل هلال يعلق بالرقبة بسلسلة او شرط قماشي وكان الهلال المطلي بالذهب يتوسطه التاج الملكي يرتديه القادة والهلال المطلي بالفضة مع وجود احرف من الذهب تشير الى رمز الوحدة العسكرية في وسطه يرتديه الاعوان من الضباط .
خلال القرنين الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، كان الضباط في معظم الجيوش الأوروبية يرتدونها على شكل هلال من الفضة أو الفضة المطلية كعلامة للرتبة ودلالة على أنهم كانوا في الخدمة. وكان حجم الهلال على حسب الرتب مابين القادة والاعوان وكذلك المراتب وكانت قياساتها عادة ما يتراوح عرض الهلال ما بين ثلاث إلى أربع بوصات عن سابقاتها في العصور الوسطى وتم تعليقها بالسلاسل أو الأشرطة.
توقف العمل بأرتداء البنيقة “الجورجيت” النوع الهلالي من قبل ضباط الجيش البريطاني والفرنسي في عام 1830 وتم استبدالها بالبنيقة “الجورجيت” المستخدمة حاليا. وأستمر الجيش الامبراطوري الالماني بأرتدائها حتى عام 1914 .
الجيوش الاسلامية
جاء في لسان العرب لأبن منظور ، رقعة تكون في الثوب كاللبنة والبنيقة هي لبنة القميص (ياقة القميص) ، والجمع بنائق و بنيق ، قال قيس بن معاذ ( يضم الي الليل اطفال حبها ، كما ضم أزرار القميص البنائق ) .
لاتوجد مصادر تؤكد على استخدام الجيوش الاسلامية لقطعة الدرع التي تحمي منطقة الحلق, بل كانت الجيوش العربية في ذلك الزمن تستخدم القلنسوة الحديدية مع حصيرة حديدية تحيط بالقلنسوة وهذه المجموعة كان واجبها حماية منطقة الرأس فقط. كما ان المقاتل في الجيوش العربية والاسلامية كان يكتفي بحماية منطقة الرأس والصدر مع حماية الاذرع …
وبهذا فأن كل من ينفي اصل البنيقة انها من اصول فرنسية واوربية عليه العودة الى ماذكر انفا حول الفكرة المأخوذة منها هذه القطعة وهي ربطات العنق النسائية في القرون الوسطى والتي لم يأتي لذكرها في الملابس النسائية الاسلامية او العربية .
الجيش العراقي
مع بداية تأسيس الجيش العراقي ، صدر تشريع ملحق بتعليمات الملابس العسكرية الصادر بتاريخ 18 / 1 / 1923 و نشر بتاريخ 8 / 2 / 1923 في الجريدة الرسمية ،يحدد نوع و شكل وتفاصيل الكسوة الرسمية للضباط التي تلبس في الاعياد الرسمية و صلاة الجمعة مع الملك و في الافراح الرسمية وتشييع الجنائز الرسمي و ايضا للسهرة .
جاء في المادة ( 4 ) المتعلقة بتفاصيل سترة الكسوة ، التالي ، يكون للسترة بنيقة ( ياقة ) ارتفاعها عقدة ونصف ( 38 مليمتر ) ومقفلة و في داخلها بنيقة من الكتان الابيض المكوى بالنشاء و تحاط هذه البينقة البيضاء ببينقة السترة بحيث يكون بروزها عنها ثلاثة مليمترات و يكون على طرفي بينقة السترة قطعة من الجوخ من لون الصنف عرضها عقدة و نصف العقدة ( 38 مليمتر) وطولها عقدتان ( 50 مليمتر ) قاعدتها مستقيمة ومتجهة الى الداخل و طرفها الاخر في شكل زاوية قائمة قمتها متجهة الى الخارج و يكون على هذه القطعة و يكون على هذه القطعة شارة الصنف من الصفر الاصفر ..
قامت الدولة العثمانية منذ تأسيسها في القرن الرابع عشر للميلاد على أسس عسكرية، بين عامي 1825 و1918م اعتمدت الدولة العثمانية في هذه الحقبة النمط الأوربي في رتبها العسكرية. ومعظم ضباط الجيش العراقي الذين ساهموا بتأسيس الجيش العراقي الحديث هم ممن شارك في الثورة العربية الكبرى مع الشريف حسين و كانوا قد خدموا في الجيش العثماني و ارتدوا بزاته المختلفة ومنها ما يحمل البنيقة .وكان جميع الضباط بمختلف رتبهم يرتدون البنيقة على الكسوة الرسمية .
بعد أن وقعت الدول العربية اتفاق الدفاع المشترك في عام 1950م في إطار جامعة الدول العربية، كان عليها توحيد المصطلحات العسكرية وخاصة الرتب العسكرية. فشكلت اللجان المتخصصة التي ارتأت أن تقسم رتب الضباط العربية إلى فئات:
حيث جاء في فقرة البنيقة والتي وتم تحديد ارتداءها على الكسوة العسكرية للضباط الامراء و الضباط القادة من رتبة عقيد فما فوق أضافة لطلبة الكليات و المعاهد العسكرية .
الختام
وبهذا تعتبر البنيقة “الجورجيت”هي رمز أساسي وجزء لايتجزأ لاحدى القطع الحديدية المدرعة في قيافة المعركة والتي ساهمت بشكل فعال في حماية المقاتل من الطعنات والاطلاقات الخفيفة , وتخليدا لها اصبحت تعتبر من النياشين المهمة في القيافة العسكرية للضباط القادة والاعوان والمراتب وطلاب الكلية العسكرية وكل ضمن ما ترمز له.
كما ان أختلاف اشكالها وانواعها لايؤثر على الغاية الرئيسية من الفكرة التي جاءت منها البنيقة فهناك جيوش مازالت تحمل البنيقة الهلالية وهناك من يرتديها على شكل ضفيرة متصلة بفتحة ياقة القميص ومثبتة بزر معدني مذهب, وهناك من يستخدم البنيقة كجزء من ياقة القميص بالنسبة لاصحاب الياقات الطويلة وتكون مزخرفة بطريقة جميلة وتحتوي على خيوط واشكال ذهبية ترمز الى الرتبة او الوحدة او الصنف, وهناك من يرتدي البنيقة العادية والمستخدمة في اغلب جيوش العالم ومنها الجيوش العربية والتي هي بقاعدة حمراء يتوسطها خيط ضفيرة مع زر معدني او غصن زيتون او رمز او شعار, كل ما يشير له الرمز وحسب الوصف.
وتستخدم البنيقة لدى معظم القوات المسلحة في الشرق الأوسط والدول العربية وهي مستمدة من التقاليد الموحدة للإمبراطوريات الأوروبية التي سيطرت على المنطقة حتى الحرب العالمية الثانية وخاصة بريطانيا وفرنسا وهي تختلف من جيش الى اخر من حيث اللون والشكل وكذلك الرمز للرتبة او الوحدة او الصنف.
مراحل تطور البنيقة:
Presentation1
المصادر
* https://en.wikipedia.org/wiki/Gorget_patches
* https://en.wikipedia.org/wiki/Gorget
* The Origin and Development of the Gorget Patch/ Major N. P. Dawnay, the Lancolnshire Regements
* Dress Regulations For the Army 1900
* قانون الملابس العسكرية العراقي لعام 1923 وهو اول قانون يحدد نوع وشكل الملابس العسكرية
قيم الموضوع1 2 3 4 5 (0 أصوات) آخر تعديل على الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2019 19:47

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *