حسين الصدر

حسين الصدر
-1-
الحقد الأموي على أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب { عليه السلام} تجاوز الحدود، فلقد بقي معاوية بن ابي سفيان مصراً على سب امير المؤمنين ع حتى بعد شهادته سنة 40هـ ورحيله عن سطح هذا الكوكب، في منحى شديد الدلالة على عمق النذالة والضغائن التي ملأت صدره غيظا وعداوة من اخي رسول الله (ص) ووصيّه والمحامي الاول عنه وعن الاسلام حيث قام الاسلام بسيفه وبطولاته وملاحمه الخالدة .
-2-
جاء في التاريخ :
انّ الأحنف بن قيس دخل على معاوية في مجلسه وتخطى رقاب الناس حتى وصل الى بساط معاوية فشاركه فيه ،
فأمر معاوية خطيبه أنْ يرقى المنبر ويحدّث الناس،
فقام شبح طاعن في السن فأخذ يمدح معاوية والأمويين ويسب عليا ع والهاشميين فغضب الأحنف وصرخ بأعلى صوته :
يا معاوية :
إنّ هذا القائل لو يعلم أنَّ رضاك في لعن الانبياء والمرسلين للعنهم ،
فاتق الله ودع عنك عليا ، فقد قدم على رَبِّه :
كان والله المبرز في سبقه ،
الطاهر في خُلقُه ،
الميمون النقيبة ( اي السريرة ) ،
العظيم المصيبة ،
علم العلماء
وأحلم الحلماء
وأفضل الفضلاء ..”
فاستشاط معاوية غضبا وقال مخاطباً إيّاه
يا ابا بحر
لقد أغضبتَ العين على القذى ،
وقلتَ بما لا ترى ،
وايم الله لتصعدن المنبر فتلعن عليا إنْ طوعا وإنْ كرها
فقال الأحنف اعفني هو خير لك ،
فوالله لا يجري به لساني ابدا ،
فقال :
لابد أنْ تصعد المنبر وتلعن عليا ،
فقال الأحنف :
اذن والله لانصفنك وأنصف عليا .
قال :
وماذا تفعل ؟
قال :
أحمد الله وأُثني عليه وأُصلي على نبيه وأقول :
ايها الناس :
ان معاوية أمرني أنْ ألعن عليا ،
وانّ عليا ومعاوية اقتتلا ،
وادّعى كل منهما أنَّ صاحبه هو الباغي عليه ،
اللهم العن انت وملائكتك وانبياؤك ورسلك وجميع خلقك الباغي منهما والعن اللهم الفئة الباغية ،
اللهم العنهم لعنا وبيلا ،
وجدد العذاب عليهم بكرة واصيلا
فقال معاوية
يا ابا بحر اذن نعفيك من ذلك .
أرأيتَ كيف أبى الاحنف انّ يتطاول على بطل الاسلام الخالد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب ذلك أنّ سبّه يعني سب الرسول (ص) وهذا مالا يقدم عليه مسلم على الاطلاق .
لم يتح الاحنف بن قيس فرصة لمعاوية ليشفي غيظه من امير المؤمنين واضطره الى التراجع عما أراد مخذولاً مهزوما .
ورحم الله الشيخ السماوي حيث قال :
وهذا عليٌّ والاهازيجُ باسمه
تشق الفضا النائي فهاتوا معاويا
الا فانشروها انْ وجدتم رُفاتَهُ
رفاةً والاّ فانشروها مَخازيا
-4-
يقول بولص سلامه :
لا تَقُلْ شيعةٌ هواةُ عليّ
إنّ في كُلّ مُنْصِفٍ شيعيّا .
حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *