حسين الصدر
-1-
اذا كان موت ( العالِم ) يثلمُ في الاسلام ثلمةً لا يسدها شيء فكيف بقتل نابغة العلماء وسيد الفقهاء واستاذ المجتهدين ورائد التنوير والتجديد وصاحب الفتوحات الكبرى في تقديم الاسلام الى العالَم كبديلٍ حضاريٍّ عن الاشتراكية والرأسمالية ؟
-2-
انّ الجناية التي ارتكبها أشرس الطواغيت واشدهم حقْداً وفتكا بالاسلام والانسانية السفّاح العفلقيّ المقبور حَرَمَتْ الاسلام والمسلمين مِنْ قِيمةٍ حضاريةٍ كبرى تمثلتْ بالامام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، وهو بهذا قد طعن الاسلام طعنةً نجلاء وأثكل به الاسلام والمسلمين جميعا ، لأنه ما عاش يوماً لنفسه بل عاش لدينه وعقيدته وأمته مناراً مُشِّعاً بالعلم والهدى والاصلاح .
-3 –
لقد افتى الامام الشهيد الصدر بحرمة الانتماء لحزب العفالقة .
وكان لهذه الفتوى الشجاعة صداها المؤثر الأمر الذي صعّد الحقد عليه من قبل العفالقة الآوغاد وكبيرهم العُتّل الزنيم .
-4-
وحين لجأ النظام العفلقي الى إرسال عناصر أمنيّةٍ ومخابراتية وهم يرتدون الزي الديني ليكونوا أئمة في المساجد والحسينيات منع الامام الشهيد الصدر الصلاة خلف مَنْ لم يكنْ منصوبا مِنْ قِبل المرجعية الدينية الرشيدة، وبهذا أبطل تلك المحاولة المحمومة للتزييف والتضليل .
-5-
كان – رضوان الله عليه – يُرسل الوكلاء الى العديد من المناطق العراقية لمهمات التبليغ والارشاد، ويتعهد بالاتفاق عليهم دون أنْ يُكلّف اهل تلك المناطق الفقيرة بتحمل شيء من الاعباء المالية .
-6-
وشهدت الحوزة العلمية في النجف الاشرف على يَدْيه ربيعَ ايامها العلميّة
تجديداً في المناهج وجذباً للعناصر الجامعية الشابة الذين انخرطوا في صفوفها، ليكونوا جزء من المشروع الرسالي للنهوض بالأمه الى حيث تستوعب حقائق دينها العظيم .
-7-
واستطيع القول وبملء الفم :
انّ الامام الشهيد الصدر شخصية استثنائية لا يجود بمثلها الزمن الاّ نادراً
ومن هنا تجاوز حجم الفجيعة به كُلَّ الحدود، وبقيْت نيرانُها تستعرُ بين الضلوع دون انطفاء، رغم مرور أكثر من اربعة عقود من الزمن .
لم يبلغ الخمسينَ لكنْ باتَ في
قلبِ الزمانِ يُطاولُ الأعمارا
فَبناصعٍ مِنّ فِكْرِهِ وبساطعٍ
مِنْ هَدْيِهِ تركَ العقولَ حَيارى
فسلام عليه يوم ولد ، ويوم نهض وأثرى بعطائه الثّر، ويوم استُشهد مظلوماً على يدي الطاغية المجرم المتدحرج الى الحُفر .
-8-
واذا كان يزيد من معاوية قد احجم عن اغتيال الحوراء زينب ( عليها السلام ) فانّ الآمِر بالمقابر الجماعية للاحرار من الرجال والتي ضَمّتْ أيضا الأطفال والنساء لم يتورعْ عن اغتيال رائدة النهضة النسوية في العراق المفكرة العالمة المجاهدة المظلومة الشهيدة ( امنة الصدر ) شقيقة الامام الشهيد الصدر وشريكته في النهضة
بنت الهدى فَتَشتُ عن زينبٍ
فلم أجد غيرَكِ بين النساءْ
استغر الله فلم يقتلوا زينبُ
واغتالُوكِ في كربلاءْ
-8-
وشاء الله أنْ ينتقم من كبير الطغاة المجرمين في 9 /4 /2003 وهو اليوم الذي ضُمخ فيه الامام الشهيد الصدر بدم الشهادة مع شقيقته بنت الهدى في تزامن ملفت للانظار وداعٍ للاعتبار .
{ وبشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين }

حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *