كلمة / الشارقة

تتجول صحيفة كلمة في اروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب بنسخته الـ 41 لتواصل تغطيتها لنشاطات هذا الحدث الحضاري الاهم عربياً وعالمياً .
وتلتقي برموز الثقافة والادب والفن لتسير اغوار الشعراء والكتاب والروائيين وتستطلع ارائهم ، بهذا الحدث الاستثنائي الذي تحتضنه الشارقة .
كلمة تلتقي برمزين نسائيين إماراتيين هما
الشاعرة الامارتية المعروفة الدكتورة فاطمة الحبروش و الروائية الامارتية الكبيرة سارة الجروان الكعبي لتسئلهما عن انطباعاتهما عن المعرض واهميته وماذا يمثل للامارات والعرب والعالم.
كان سؤالنا للدكتورة الشاعرة فاطمة الحبروش او كما يطلق عليها هنا في الامارات بـ ” فتاة دبي ” عن اهمية معرض الشارقة الدولي للكتاب ، هذه النافذة التي يطل من خلالها المثقفون والكتاب والشعراء على العالم .
في بداية الحديث اعترضت الدكتورة فاطمة على كلمة النافذة ، وقالت معرض الشارقة ليس نافذة بل هو بوابة كبرى تدخلنا الى عالم الجمال والخيال ، عالم الثقافة والادب الى جنة الكلمة والاحساس، لا يمكن ان نطلق عليها نافذة ، وتواصل حديثها بالقول : لقد نشأنا على هذا الحدث ، ننتظره ساعةً بساعة ويوم بيوم ، وما ان تنتهي ايامه حتى يستبد بنا الشوق والامل بعودته في السنة القابلة و تضيف هذا الشعور ليس لنا نحن عشاق الثقافة فحسب ، بل حتى الاخرين الكبار و الصغار ،
وسأروي لك قصة من الواقع وهي في عائلتي
“لدي اولاد اختي وهم اطفال صغار لديهم حصالات نقود يجمعون فيها ما يحصلون عليه طوال العام من اجل ان يأتوا للمعرض لشراء الكتب ويحبذون ان تكون مقتنياتهم من اموالهم هم ، وقد وعدتهم ان اكون معهم في هذه الدورة .
تصور الاطفال حريصون على الحضور ومشاهدة الاجواء والاستمتاع بيها.
المعرض ينتح وعياً جديداً للاجيال القادمة ، بالاضافة على التواصل الحضاري بين القارئ والمثقف وبين الكتاب .
وتضيف الدكتورة الشاعرة فاطمة الحبروش ” من خلال المعرض نحن نطَّلعُ على النتاجات الابداعية والاصدارات الجديدة ، في كل بقاع العالم ، المعرض يوفر فرصة مميزة وكبيرة ، كي لا تبقى تجارب المبدعين حبيسة رقعة جغرافية معينة. كما يمنحنا ميزة التحديث في المعلومة والتعرُّف على الكتاب، احياناً نحن نسمع باسماء المبدعين ، ولكننا في المعرض نلتقيهم وجهاً لوجه ، ونتحدث اليهم لتتلاقح و تتمازج افكارنا لتنتج ربما تجربة عالمية جديدة .
وتذكر الدكتورة فتاة دبي ان ” معرض الشارقة الدولي للكتاب موسم للقاء و الفرح ، يأتون خصيصا اليه من كل الدول ليغتنموا فرصة التفاعل مع العالم.
هذه الدورة رفعت شعار ” كلمة العالم ” فقد كلَّمت الشارقة العالم بالكلمة التي قال عنها السيد المسيح ” في البدء كانت كلمة ” وهاهي الشارقة تنطق بهذه الكلمة لتسمع العالم بالصوت الجلي .
هذه الكلمة الواضحة الجهورية الصوت لم يرتفع الا بوجود ” المثقف الحاكم ”
الذي تقوله عنه الدكتورة فاطمة ، ان سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي هو مثقف حاكم قبل ان يكون حاكماً مثقفاً . ولهذا الرجل تأثير كبير في حركة الثقافة والمثقف الاماراتي على وجهه التحديد، واردفت : ” لدينا كثير من الحكام في العالم ولديهم امكانات ضخمة ولكنهم لا يقدمون للكلمة كما يقدم سمو الشيخ سلطان ” وسيسجل التاريخ هذه الاحداث باحرف من نور ، كما ستحتفظ الذاكرة الاماراتية بهذا المنجز الابداعي الكبير .

في ختام اللقاء وقبل ان اودعها اهدتني الشاعرة الكبيرة اخر اعمالها الابداعية وهو كتاب حمل عنوان ” الخيار الثقافي إنجازات مشروع الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ”
شكرتها على الهدية الثمينة .

كما التقت “كلمة ” بالروائية الامارتية الكبيرة. السيدة ساره الجروان الكعبي الحاصلة على عدة جوائز عربية ومحلية ، وواحدة من الروائيات العربيات اللواتي سجلت بصمة في مسيرة الرواية العربية ، فقد وظفت السيدة سارة البيئة الاماراتية والنص القراني في الرواية. ونقلتها الى العالم عبر كتابتها. وانتقلت من المحلية الى العربية .
في البدء اهلا بك سيدة سارة على صفحات جريدة كلمة .
سندردش قليلاً ونحن في اجواء معرض الشارقة. الدولي للكتاب عن المعرض وعن هموم الكاتب العربي بشكلٍ عام والاماراتي على وجه الخصوص .
كان سؤالنا عن ماذا قدم المعرض للمثقف الاماراتي ؟
اجابت السيدة سارة : لقد شغفت باللغة العربية والادب من خلال معلمتي ” أبله أمينة ” التي كانت ترتاد هذا المعرض وكانت تقص علينا القصص الجميلة من الادب العالمي ، فوجدت ما تقصه أبله امينة يشابه ما كانت تقصه جدتي علينا من التراث الاماراتي ، من هنا تكونت لدي فكرة ، ان العالم فيه الكثير من المشتركات الانسانية ، قد تتباعد الجغرافيا لكن الانسان يبقى هو الانسان في كل مكان ، الانسان الذي يفكر في همومه وافراحه واحزانه وسخطه ورضاه.
وتتابع السيدة سارة القول وتتحدث عن سيرتها الذاتية :
” كنت اتابع المجلات وانبش في المكتبات البيتية القريبة مني واقرأ بنهم كي اتعرف عن ما يدور حولنا , وبعد ذلك كان سؤالي الملِّح ” أين توجد مكتبة عامة؟ ، قالوا لي في الشارقة وكانت هناك مكتبة تسمى ” دار الحكمة ” كنت اتردد عليها وقرأت لادونيس ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وكذلك الشعراء الكبار وغيرهم ، فاخترنا في بالي فكرة الكتابة عن الواقع الاماراتي .
لكن المكتبة كانت لا تشبع نهني فهي صغيرة ومحدودة ، وحينما ظهر معرض الشارقة للكتاب كان نقله نوعية كبيرة ودنيا جديدة لنا نحن الاماراتيين ككتاب ومثقفين وفنانين ، وفر لنا فرصة كانت خيال بالنسبة لنا واصبحت حقيقة .
وتستذكر الروائية الامارتية السيدة سارة زيارتها الاولى للمعرض وتقول :
كانت زياتي الاولى حدث كبير لا انساه ، فقد اشتريت مجموعة كبيرة من الكتب ، لم استطع حملها انذاك ، كنت انظر الى اسماء الكتاب والمبدعين و تملؤني النشوة ، ومرت السنين وانا ارتاد المعرض ،كانت كتبي و رواياتي معروضة في المعرض ، ثم كرمت ورشحت مرات عديدة في المعرض .
و تذكر السيدة سارة ان معرض الشارقة شرَّع الابواب لها فشاركت في معارض عديدة في بيروت والسعودية والكويت ودعيت الى بغداد عام 2013 في مناسبة ” بغداد عاصمة الثقافة العربية ”
وتشير الكاتبة الامارتية. السيدة سارة الجروان ان ” معرض الشارقة مرحلة مهمة في حياتنا وعلامة فارقة في حياة الاماراتيين ، من الرعيل الاول والثاني وما بعدهما .
وعن تواصل الجيل الجديد مع الكتاب وما يمثله المعرض لهم في ظل التحدي التكنولوجي الكبير .
تقول : ” بناتي واولادي عودتهم وهم صغار على القراءة وارتياد المعرض ، فهم ينتظرون بشوق وشغف موعد افتتاح المعرض .
وعلى الرغم وجود معارض اخرى في الدولة كمعرض ابو ظبي للكتاب وهو معرض كبير، لكن الذاكرة مرتبطة ومتعلقة بمعرض الشارقة، ووجدان الاطفال الذي اصبحوا شباب لازال يحمل حب القراءة والادب وهو ما اوجده معرض الشارقة .
وتنقل الروائية السيدة سارة الجروان واقعة طريفة وهي : ” ان طفل اسمه محمد في عائلتها وعمره ثلاث سنوات زعل على امه لانها لم تأتي به للمعرض ، وارادت الام ان ترضي محمد الصغير فقالت له : انا سأذهب للمعرض واشتري لك ما تريد ، لكنه رفض وابى إلا ان يكون حاضراً ، فرصهن الام لمحمد الصغير وجاءت به للمعرض .
وتختم السيدة سارة اللقاء لتقول : ان معرض الشارقة بالنسبة لنا ليس مجرد معرض كتاب محض ولكنه يحتضن اجواء المتعة والجمال ، ففيه الموسيقى والمسرح والمرح ،،فقد خلق اجواء مختلفة ، وتكلمت الشارقة من خلاله لغة الحب والتواصل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *