كتب رياض الفرطوسي
في بيتي الذي هو ليس بيتي‘
في المقهى‘
او في الازقة الضيقة.
ثمة اشياء تتشكل مع طريقة احتفائنا‘
وتوهجنا ‘ حزناً او فرحاً.
هناك زوايا تتقاطع بيننا وبين هذا العالم‘
زاوية للوعي ‘ وللنسيان ‘ وللذكريات‘
للخواص والعوام ‘ للمرئي ‘ وللمتخيل.
بين الركن القصي من ذاكرتي‘
وانا احتفي بالثلج والبرد لأول مرة في حياتي‘
عندما وصلت ( كردستان ) حيث جبال الثلج‘
والقمم البيضاء الشاهقة.
انا الخارج للتو من ارض الموت والحروب والجلاد‘
من بغداد التي تحولت لسجن كبير‘
صوب المنفى بحثاً عن ضوء.
وصلت امستردام كان فيض البرد طاغياً‘
اندهشت من عفوية الناس وبساطتهم
خاصة عندما تكون ملاحق داخلياً‘
بالسيطرات ومخافر الشرطة
ونقاط التفتيش ومفارز الامن.
والذئاب المفترسة مما يطلق عليهم ( المنظمات الحزبية ).
الحكايات تدور في رأسي‘
كما يدور الثلج في ذاكرة المدن الباردة.
كانت تطل بين كل تلكم الزوايا البيضاء‘
فيروز وهي تردد ( عشرين مره اجه وراح الثلج )
وفي كل لحظات انتظاري الطويلة‘
ابحث عن دثار يدفء قلبي المرتجف
بين شتاءات هذه المدن الباردة‘
فلم يكن بيني وبين هذه التفاصيل‘
الا زاوية ومساحة بين الورقة التي اكتب عليها‘
والقلم الذي امسكه.
حيث اعزف التياعاتي من حزن او فرح‘
على انغام سمفونية الثلج وهو يرقص على اصابعي.
لست بمستوى الحاجة لأن ادون اشياء اخرى‘
بعد ان تخدرت اصابعي من شدة البرد.
شهقت الغربة بما تبقى من عمري‘
وانا العق الثلج والضباب بصنارات وجعي وولهي‘
وحكاياتي ومحراب صلاتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *