كتب رياض الفرطوسي
اسهل شي يقوم به الانسان هذه الايام‘
هو ان يتحدث عن الامانة والقيم والشرف‘
والاخلاق والنزاهة والوطن والهوية والفضيلة.
وهذه اخطر متاهة وورطه ممكن ان يقّع فيها المجتمع‘
لان المجتمعات الراكدة ثقافياً‘
واجتماعياً وسياسياً ومعرفياً‘
تضيع فيها( الطاسة )وتتداخل المفاهيم‘
السياسية والاجتماعية والثقافية.
حينها لا تستطيع الناس ان‘
تراجع وتدقق وتمحص جيدا‘
فتنزلق فوق رؤوسهم غيوم الكذب‘
وتمر دون ان يشعرون بها.
تُبنى الاوطان عادة على شاكلة الناس.
وتتشكل على اساس صورهم الداخلية‘
من وضوح ورصانة ومحبة وجمال وتعاون.
لذلك اذا اردنا ان نعرف شكل المستقبل‘
ما علينا الا ان ندقق بما نقوم به يومياً.
ونعرف ماهي رسالتنا الحقيقة في الحياة.
ماهو دورنا في هذا العالم
الذاهب للاكتشافات والتطور والتغيير.
وعليه لابد من مراجعة ذاتية.
نغسل فيها دواخلنا وننظف عقولنا‘
ونعطر ارواحنا ونحافظ على بيوتنا واوطاننا‘
من الدخلاء والاعداء.
ونغلق كل الجحور التي تدخل منها‘
الثعابين والعقارب.
لن يحصل ذلك دون ان نعمل ونفكر‘
وننتج ونصنع وعي جديد.
دون الحاجة الى التفاخر والتباهي‘
والاستعراض الاعمى.
بهذه الطريقة نستطيع ان نخلق‘
واقع نوعي موازي لواقع الخراب والرماد.
ممكن ان نستمر بهذا العمل لعقود طويلة.
ستجني الاجيال القادمة ثمار اعمالنا وجهودنا.
فهل هناك اجمل من هذا الارث الذي‘
سيحصده اولادنا غداً.