كتب رياض الفرطوسي
وضعت الانتخابات الاخيرة العراق بين مفترق طرق‘
حيث كشفت هذه الانتخابات الكثير من الحقائق الغامضة‘
منها استمرار خطاب الساسة بمناسبة وغير مناسبة‘
لكن كل هذه الخطابات التي نسمعها كل يوم‘
هي نفسها تتكرر ولم يذكر فيها شيئا واضحا وجديدا.
الكل يلمح ولا يفصح.
الكل يريد ان يكون في المقدمة.
الكل ممتعض ‘ الكل مشتت‘
العاطلون والعاملون ‘ النزهاء والسارقون.
العلماء والاميون ‘ الاثرياء والمسحوقون.
العزلاء والمسلحون ‘ السفهاء والمؤدبون.
العشائريون والمدنيون ‘ المنفيون والنافون.
الاتقياء والواشون ‘ القافلون والمنفتحون.
هل سيشبه جحيم ما قبل الانتخابات الى ما هو بعدها‘
حيث الازمات نفسها وقوالب التكرار واليأس‘
والعشوائيات والبسطيات والتكتك والاستعراض الفج والصور.
حيث لا تاريخ جديد يسجل ولا نسق حياتي ولا مسار واضح.
او ولادة نموذج مختلف حيث المجرم نفسه والمكبسل نفسه‘
والاطرم نفسه والجاهل نفسه والقاتل نفسه‘
والقناعات ذاتها والعقد والتقاليد السائدة لا تتزعزع.
( ويبقى التمصرن والتسرجن لا يتغير كما هو ).
ام اننا سنبدا تاريخا جديدة من الافكار والسياسة والحداثة‘
والعلاقات والمؤسسات واللغة والخطابات والمراجعات‘
والبحث والتحليل النفسي الرصين في مناخ من معالجة الاخطاء العامة.
لا توجد مشكلة ولدت من فراغ بل لها جذور ومرت بمراحل‘
قبل ان تطفو على السطح وتصبح ظاهرة.
وهذه المشاكل بتراكماتها هي من ولدت الانسدادات السياسية,
وربما يسأل سائل ما هي بدائل الانسداد السياسي؟
بدائل الانسداد السياسي كثيرة في مقدمتها التحرر السياسي.
والتحرر هنا يعني وجود وعي سياسي وهذا الوعي هو من يحفظ‘
الكرامة والعدالة والحرية والسيادة والثروة الوطنية والمواطنة‘
ويجعلنا اكثر تصالحا مع انفسنا ومع الاخر المختلف‘
ويقرب وجهات نظرنا السياسية من كل الحقائق الغائبة.
هل سيكشف لقاء التيار الصدري مع قوى الاطار‘
تلك الحقائق الغائبة ويضعها على طاولة البحث والمناقشات
من اجل الخروج من القبو السياسي المعتم والمناهج والقوالب الجاهزة والصلبة الى فضاء الضوء والافكار العملية المرنة التي تخدم الجميع.
هذا ما ينتظره المواطن على احر من الجمر.