الشهيد القائد الذي يبحث عنه الجميع
الذكرى السنوية 16 لاستشهاد شهيد المحراب
آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض)

بين الواقعية والمبدئية في العمل السياسي في مسيرة شهيد المحراب رؤى حاذقة ومواقف شجاعة فالمبدئية لديه كانت تعني الحفاظ على أسس ومتبنيات الفهم الديني للأشياء بينما شكلت الواقعية في مسيرته الشريفة التعامل المرن في اطار القدرة والمصالح ودرء المفاسد.
فالقائد الناجح هو من يقدر ان يفكك او يمزج بينهما كيف ومتى؟ وبذلك حقق الشهيد ظواهر سياسية رائعة في الألفة والانسجام والوحدة الوطنية و شمولية الاطار التنظيمي المعارض :
1- التوازن بين التحرك الاجتماعي والاهتمامات السياسية الكبرى:
فقد أولى شهيد المحراب (رض) اهتماماً كبيراً للمشاريع الاجتماعية التي تسهم في رفع المعاناة أو تخفيفها عن كاهل العراقيين في المهاجر آنذاك سواء في الجوانب الصحية أو الأسرية أو العشائرية وغيرها الكثير. هذا الى جانب المسؤوليات الجسام التي تحملها شهيد المحراب في مواجهة ومقارعة طغيان ودموية النظام الصدامي الاستبدادي الظالم.
وبهذا التوازن استطاع (رضوان الله عليه) أنْ يؤسس لعلاقات وقيم سياسية رائعة أبرزها انصاف الأمة وتحمل معاناتها وقد شجع ذلك على تنمية هذا الأفق في التعامل مع هموم الجماهير الاجتماعية من أجل المضي في طريق الخلاص من الدكتاتورية فلم ينعزل عن تلك الهموم وكان في قلب كل تلك التحولات الاجتماعية والسياسية معاً.
2- النظرة الواقعية تجاه مكوّنات العمل السياسي العراقي بغض النظر عن هويتها الدينية أو القومية او العرقية وغيرها، فقد حظي العلمانيون العراقيون باهتمامه والتنسيق المباشر معهم للخلاص من الطاغية وبناء الوحدة الوطينة، كما كان يتعامل مع المتدينين في الوقت نفسه. وكذلك حظي الكرد والتركمان بذات الاهتمام الذي حظي به العرب العراقيون، ولم تحرم الاقليات الدينية من ذلك الاهتمام والتنسيق العملي، وشواهد ذلك كثيرة وواسعة بعدد هذه المكوّنات واكثر.
3- الاسلام إطاراً لوحدة الشعب العراقي، والوحدة طريق خلاص الأمة:
استهلم (رضوان الله عليه) من القيم الدينية السماحة والتعايش مع الآخر والتعاون من أجل البناء الانساني والوطني وتعزيز لحمة هذه المكوّنات كيفما كانت ما دامت تشترك في مصير واحد تتحرك نحوه. باعتبار ان الوحدة فيها عزة وكرامة هذا الشعب والأمة عموماً وبغير الوحدة سوف يواجه الجميع مصائر مجهولة ومستقبلاً غامضاً، وقد بذل جهوداً عظيمة في هذا الطريق الوحدوي من أجل الخلاص من الدكتاتورية ومن أجل بناء مستقبل واعد لهذه الأمة وشعبه العراقي الذي عانى الويلات.

بعد دخوله العراق:
إنّ شهيد المحراب قبل ان يدخل العراق كان خطابه واضحاً وشمولياً، كان يخاطب العراقيين بكل مذاهبهم وقومياتهم واديانهم وهذا المعيار يعتبر أساساً مهماً لتأسيس الوحدة في العراق. وأكد ومضى عليه كذلك بعد دخوله العراق سنة 2003.
يقول الشهيد: (الوحدة فوق الاختلاف، واننا دعونا الى الوحدة الاسلامية ووحدة العراق شعباً وأرضاً وحكومة).
ويقول: (لابد ان نتوافق على ان لا تتـزعزع هذه الوحدة بعد ان زعزعها النظام البائد وان الجرائم المرتكبة … يقوم بها أزلام النظام وهناك أيد غريبة تعبث في أوساطنا).
فمسؤولية الشعب العراقي هي:
1- رفع شعار الوحدة الاسلامية والعمل لها.
2- كشف المندسين والمتسللين.
3- الوقوف بوجه الفرقة والانقسام بحزم.
كان الشهيد يخشى على وحدة العراق واستقلاله وحرية أهله، ومصالح الشعب وثرواته، ويعتبر الأمة القوة الضاربة، ويدعو بشكل حاسم الى الوحدة الوطنية. كان يركز على مفهوم الأمة في كل أعماله وتحركه السياسي والديني.

لقد بات الشعب العراقي اليوم يبحث عن هذا الشهيد الكبير وفكره النير ليخلصه من ازماته ويبلسم جراحه . رحمه الله قائدا فذا لم ينأ ولم ينعزل بنفسه عن مصالح شعبه والامه واماله وتطلعاته حتى قضى شهيدا في محراب عبادته وسط ابناء شعبه مضمخا بدم الكرامة والشرف .
( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها نزلا من عند الله وماعند الله خير للابرار)

مركز دراسات جنوب العراق
1 رجب 1440
8-3-2019

By Miimo

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *