لاهاي / خاص
ضمن نشاطاتها الدؤوبة المتنوعة، قامت سفارة جمهورية العراق في لاهاي، وبرعاية مباشرة من سعادة السفير الدكتور هشام العلوي، بإستضافة الاخوين حيدر جواد ناصر الموسوي واخيه احمد اللذين فرقتهما سلطة البعث عن بعضهما اربعين عاما حتى التقيا من جديد من خلال منشور نشره حيدر على مواقع التواصل الاجتماعي.
القصة بدأت بعد اعتقال كل افراد عائلة حيدر الموسوي، بما في ذلك الوالدين فضلا عن الاقارب المقربين منهم، من قبل السلطات الامنية وكانت التهمة هي علاقتهم وانتمائهم لحزب الدعوة الاسلامية، وكل من ينتمي له يحكم بالاعدام في ذلك الوقت . كان حيدر في الرابعة من عمره واحمد في الثانية من عمره حيث تم ايداعهم في سجن الزعفرانية مع امهم، وقبل ان تنفذ عملية الاعدام نجحت ( جدته لوالده ) بتهريب حيدر اثناء زيارتها لهم، لكن عملية تهريب احمد تأجلت لأسباب متعلقة بالتشديد على السجن والخشية من انكشاف تهريب حيدر.
وبعد سقوط نظام صدام في عام 2003، استمر الاخ الاكبر حيدر بنشر مظلوميتهم كعائلة من خلال الكتابة والصور، وفي كل عام كان يحاول ان يستذكر تلك الذكرى الاليمة التي مرت عليهم وكيف تم اعدام العائلة، وكانت احدى منشوراته في ايلول 2020 تتضمن صورة لاخيه احمد مع تعليق على الصورة وقد كتب عليها ( الصور لأخي الشهيد احمد الذي اعدمه البعث بعمر سنتين ). وبعد تداول هذا المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل لأخت احمد بالتبني والتي تواصلت مع زوجة عم حيدر الى ان تم التأكد من انه الاخ الذي كانوا يعتقدون قد تم اعدامه مع عائلته .
سعادة السفير العراقي الدكتور هشام العلوي كان قد وجه دعوة لبعض الشخصيات العراقية لحضور ندوة خاصة عُقِدت في مقر سفارة جمهورية العراق في لاهاي من اجل الاحتفاء بهذه المناسبة ، مناسبة تواجد الاخوة حيدر واحمد في لاهاي، وقدم مداخلة اثناء الندوة عبر فيها عن سروره بوجود الاخوين بيننا، معرجاً على مظلومية الشعب العراقي في حقبة تعتبر من اصعب الحقب التي مرت على العراق.
وفي مستهل هذا اللقاء اكد الدكتور العلوي حجم التحديات التي واجهت مجتمعنا بكل انتماءاته في تلك الفترة العصيبة من تاريخ العراق المعاصر .
وبعد الترحيب بالضيوف، قدم السفير العلوي عرضاً موجزاً عن نشاطات السفارة خلال السنوات الثلاث الماضية، مُسلطاً الضوء على عملها مع عدد من المنظمات الدولية المهمة الموجودة في لاهاي ومنها محكمة الجنايات الدولية واللجنة الدولية لشؤون المفقودين، مؤكداً إن من أهم اولويات السفارة هي توثيق الانتهاكات الواسعة لحقوق العراقيين في عهد النظام البائد وكذلك جرائم التنظيمات الارهابية وكيان “داعش الارهابي” بعد عام 2003؛ بالإضافة الى إدامة التواصل مع أبناء الجالية العراقية، وتنظيم ندوات تثقيفية حول المواضيع ذات الاولوية لهم
من جانبهما، أثنى الضيفان على جهود السفارة ونشاطاتها الفاعلة والمتنوعة، ومنهجها المستمر في إقامة الندوات الثقافية والتواصل مع أبناء الجالية العراقية ودعم قضاياهم.
وفي ختام اللقاء تقدم الاخوان بالشكر لسعادة السفير على جهوده لتسهيل زيارتهما الى مملكة هولندا وعلى حسن الضيافة، متمنين لهُ كل التوفيق في عمله لخدمة العراق والعراقيين.